أحداث عامة أخبار متفرقات

ما حقيقة الغاء مركز وطني للتربية واخضاع التعليم في تونس للوصاية الفرنسية؟

أثار خبر إلغاء وزارة التربية المركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية واخضاع المنهج التربوي لاشراف مركز فرنسي، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي تحوّل الى نقاش سياسي تحركّه انتماءات سياسية بين مناوئين ومساندين لقيس سعيّد علاوة على تطوّره الى معركة ايديولوجية وحضارية بين مدافعين عن التعريب ومساندين للفرنكفونية، وفق ما رصدناه من ردود أفعال على “فيسبوك”.

 

ونقلت مصادر اعلامية هذا الخبر امس عن رئيس الائتلاف المدني لإصلاح المنظومة التربوية مصدق الجليدي الذي اكد ان وزارة التربية قررت “ارجاع مهمة البحث والتجديد إلى المركز الدولي للدراسات البيداغوجية التابع لوزارة التربية الفرنسية بتوصية من البنك الدولي” واشار الباحث الأكاديمي والخبير الدولي في ذات السياق الى الاستغناء عن البحث التربوي لدى وزارة التربية بمقتضى هذا القرار.

توضيح
وفي توضيح لاحق بيّن الخبير مصدق الجليدي في منشور على فيسبوك أن “إلغاء المركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية ودمجه مع المركز الوطني لتكوين المكونين في التربية وإحداث المركز الوطني للتكوين وتطوير الكفاءات CENAFOP بديلا عنهما تم منذ حكومة نداء تونس (حكومة الشاهد تحديدا) وليس الآن”.
وتابع أن “الإشراف الفني على إعداد الكتاب الأبيض لوزارة التربية وعلى إعداد المنهاج التربوي العام من قبل المركز الدولي للدراسات البيداغوجية CIEP (مركز فرنسي رسمي) تم زمن الوزير الأسبق ناجي جلول.”
وصاية
وفي سياق ذات التوضيحات، رجّح الباحث والمفكّر مصدق الجليدي أن “وزارة التربية قد سلمت أمرها للمركز الدولي للدراسات البيداغوجية CIEP وهو جهاز رسمي يتبع وزارة التربية الفرنسية، وهذا أمر طلبه البنك الدولي من حكومة نداء تونس تجديدا لدور هذا المركز في الوصاية المنهاجية على ثلاث وزارات هي وزارة التعليم العالي ووزارة التربية ووزارة التكوين المهني والتشغيل(تغير اسمها الآن) منذ سنة 2003 أي منذ عهد بن علي، بعد توقف قصير بعد الثورة”.

ولم يصدر الى غاية اليوم الأحد اي بيان رسمي عن وزارة التربية التونسية لتوضيح هذا القرار الذي وصفه بعض المراقبين بـ “الخطير”.

يذكر أنه تم احداث المركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية منذ 13 ديسمبر 1999 وتتمثل مهامه بالاساس في اجراء “البحوث والدراسات المتعلّقة بمختلف مجالات التربية و التعليم و يعمل على رصد التجديدات البيداغوجيّة داخل الوطن و خارجه و جمع المعطيات التربويّة و إرسائه على أسس علميّة قصد تطوير الواقع التربوي و ربطه بالمحيط الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي كما يسهر أيضا على النهوض بالتوثيق التربوي و تطويره “، وفق تعريف القانون عدد 100 لسنة 1999 المؤرخ في 13 ديسمبر 1999

يشار الى أن الخبير الدولي مصدق الجليدي يعرف وفق تقارير متخصّصة “بتبنّيه لقضية الإصلاح التّربوي ودفاعه عن بديل تربوي وطني سيادي”، وهو “كاتب وباحث تونسي. رئيس تحرير مجلة الفاعل التربوي وشارك في العديد من الاتحادات الأدبية والفكرية وصدر له العديد من المؤلفات: في علوم التربية منها: “مقاربات إبستمولوجية وسيكولوجية” و”ختم النبوة: إبستيمية مولد العقل العلمي الحديث” و” في إصلاح العقل الديني”، وفق تعريف منظّمة مؤمنون بلا حدود.

Jawhara fm
عائشة بن محمود