أحداث عامة

لمّا تؤدي “البراكاجات” والجرائم إلى مآسي ومخلّفات مدمرة

   “براكاجات”،”نشل”…جرائم متعددة تستهدف المواطن حيث ما كان سواء في وسائل النقل العمومي (المترو، الحافلة الصفراء) أو وسائل النقل الخاصة، ليلا نهارا وفي كل الأوقات.

تطرقت عدة وسائل إعلامية الى الظاهرة التي ازدادت انتشارا باعتبار أن جرائم العنف و”الصدمات” تخلف غالبا للضحية آثارا مدمّرة نفسية كانت أم جسدية.

عبد الباسط الفقيه المختص في علم النفس اعتبر  خلال تقديم افادته لـ”الصباح نيوز” ان من يتعرض للعنف بصفة عامة كمن يتعرض لحوادث الحياة، قد تنتج عنها جروح عميقة تبقى على مدى طويل ويتوقف ذلك على قدرة الضحايا على استيعاب الصدمة وتجاوزها غير ان صدمات جرائم العنف بمختلف انواعها سواء كانت “براكاجات” أو غيرها على غرار جرائم “الإغتصاب”، “التهديد بالقتل” وغيرها تخلف آثارا نفسية لا يمكن تجاوزها.

وقد   أشار علماء النفس الى جملة من الأعراض تظهر بعد الحادثة وسموها “متلازمة الصدمة” خاصة عندما يتعرض الضحية الى اعتداء جنسي  من معتدين تجمعه بهم علاقة قرابة ويراهم كل يوم    في محيطه    فيضطر  الضحية الى كتمان وجعه وعدم التشكي وهذا يدفعه الى الإحساس  بالقهر خاصة وهو يرى المعتدي قد افلت من العقاب.

وهناك آثار نفسية اخرى مدمرة على غرار التشوهات التي تحدث للضحية  سواء جسدية  او انفعالية قد تطبع الشخصية لمدة طويلة : تشوه في الحياة الجنسية، انهيار لصورة الذات، وربما كل مخلفات الوصم وما ينجر عنه من اقصاء ونبذ.

واعتبر  عبد الباسط الفقيه ان ما يعمق ازمة بعض الضحايا غياب الإحاطة النفسية لهم لدرء الجروح وتجاوز المعانات وخاصة الضحايا الذين يضطرون لكتمان اوجاعهم وعدم فضح المعتدي لضغوط عائلية أو مهنية.

ولاحظ أن المجتمع الحضاري يشهد احداث وضغوطات تمارس على الفئات الأكثر هشاشة المفتقدة للحماية الأسرية والإجتماعية والقانونية لذلك وجب التنبيه على الإهتمام بالسلوك الوقائي لتجنب السقوط كضحايا، من حيث البرامج التثقيفية والتوعوية والتصريح بالمخاطر وعدم حجبها لضمان السّلامة والتحذير من كل الإعتداءات بما فيها التنمّر (الإبتزاز) سواء في المدارس الإبتدائية أو في العمل.

من جهته اعتبر المختص في علم الإجتماع سامي نصر ان تفشي ظاهرة الجريمة سواء كانت “البراكاجات” أو غيرها من الجرائم الأخرى  يحيلنا على تطور في عالم الجريمة بصفة عامة، على غرار جرائم النشل مثل اعتبر أنه قبل الثورة  كانت عمليات “النشل” و”النطر” تمثل من اكثر الجرائم ونجد اغلب المودعين في السجون التونسية بسبب تلك الجرائم وبعد الثورة لاحظنا انتشار الجرائم العنيفة بنسبة ما يقارب 70 بالمائة بما فيها “البراكاجات” والتي  انتشرت  بصفة كبيرة لأن المجرمين حسب قوله  يعتبرون ان الإفلات من العقاب سهل فضلا عن استغلالهم الإنفلات الأمني وحالة الفوضى في البلاد وانعدام الرقابة الأمنية وغيرها.

واعتبر  أن المجتمع التونسي اصبح اليوم يطغى عليه الفردانية “اخطى راسي واضرب” لذلك نلاحظ ان “البراكاجات”  تقع بالطريق العام على مرأى ومسمع من الناس دون أن يتدخلوا لنجدة الضحية  مشيرا أن تلك  الجرائم لديها آثار سلبية وانعكاسات يصبح الضحية بعدها يعيش هاجس كبير من الخوف يتزامن معه يوميا وفي حياته ويصبح يخاف من الوحدة ومن التجمهر  وبالتالي تأثير ذلك النوع من الجرائم  “البراكاجات”  وغيرها من الجرائم الاخرى يكون كذلك   على علاقة الضحية  مع الآخر وعلى مردود عمله وعلى علاقته  بالعائلة والمحيط الخارجي ويصبح الشارع بالنسبة له فضاء للخوف.

وفي نفس السياق اعتبر سامي نصر أن من بين الحلول الرئيسية التي يجب معالجتها نصر توفير اكثر ما يمكن من كاميرات المراقبة بالمؤسسات العمومية وفي الشارع وتشجيع اصحاب المحلات الخاصة والمؤسسات الخاصة على تركيزها.

وشدد على جميع الأطراف سواء الدولة أو المجتمع المدني أو المؤسسات المعنية أوالإعلام وأيضا السياسيين والأحزاب والمؤسسات التربوية ومؤسسة السجون والإصلاح على وضع استراتيجيا لمناهضة العنف ثم  عقد مؤتمر وطني في الغرض.

المصدر الصباح