متفرقات

هل لقاح الأنفلونزا ينفع للوقاية من الرشح؟

يتجدد سنوياً هذا الجدل حول نجاعة لقاح الإنفلونزا للوقاية من الفيروسات والرشح والإنفلونزا العادية، بعضهم يرى فيه منفعة وضرورة للوقاية من حدّة الفيروسات والرشح في حين يعتبره البعض الآخر انه لا يتمتع بالفاعلية القوية كما يُروّج له. تشتد التوصيات لا سيما من منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية على أهمية اجراء اللقاح في ظل ارتفاع نسبة الوفيات نتيجة وباء الإنفلونزا الذي يكون أشد فتكاً وتعقيداً من الإنفلونزا العادي. لكن كيف يمكن التمييز بين الرشح العادي والإنفلونزا الحاد؟ وهل يمكن الوقاية من الإنفلونزا؟

يعتبر الإنفلونزا مرضاً فيروسياً شديد العدوى يُسبب التهاباً حاداً في الجهاز التنفسي. تختلف أوبئة الإنفلونزا من حيث شدتها، وهذا ما يُفسر هذا التفاوت بين بلد وآخر وبين بيئة وأخرى. وانطلاقاً من ذلك، رفعت منظمة الصحة العالمية الصوت للتوعية من أهمية اللقاحات للحدّ من الأثر الصحي والاقتصادي الناتج من الانفلونزا بمختلف أنواعها.

اللقاح قد ينقذ الحياة؟

وفق منظمة الصحة العالمية تتسبّب تلك الأوبئة الموسمية السنوية في حدوث نحو ثلاثة إلى خمسة ملايين من حالة اعتلال وخيم فيما تُسجل بين 000 250 و000 500 حالة وفاة. وإزاء ذلك، أكد رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض المعدية والميكروبيولوجية السريرية الدكتور زاهي حلو خلال لقاء إعلامي نظمته شركة “سانوفي باستور” لرفع التوعية حول الإنفلونزا أنه “يجب ان نتذكر ان الإنفلونزا الموسمية قد تصيب كافة شرائح المجتمع وحتى من يتمتع بصحة جيدة، من هنا ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية”، مضيفاً “اللقاح قد ينقذ الحياة ويسمح بتفادي الدخول المتكرر الى المستشفى، ويحمي الأفراد بشكل عام من تداعيات الإصابة بالإنفلونزا ومضاعفاتها الخطيرة التي تهدد الحياة. كما يمكن للعادات الصحية ان تساهم في وقف انتشار الجراثيم ومنع حدوث مضاعفات خطيرة في الجهاز التنفسي مثل تغطية الفم عند السعال وغسل اليدين بانتظام”.

لكن من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالإنفلونزا؟ يشير حلو الى ان “المسنين، الأطفال، النساء الحوامل، الذين يعانون نقص المناعة او حالات طبية مزمنة كمرضى السكري والإنسداد الرئوي المزمن والربو، العاملين في مجال الرعاية الصحية السريرية والخارجية هم أكثر الأشخاص عرضة للإصابة به. لذلك على هؤلاء الأشخاص التحصن باللقاح لحماية أنفسهم والدائرة المحيطة بهم”.

ما أعراض الإنفلونزا؟ تتمثل أهم الأعراض بارتفاع درجة الحرارة، صداع الرأس، السعال او التهاب الحلق وآلام العضلات…لذلك إسأل طبيبك عن سبل الوقاية من مخاطر الإنفلونزا الموسمية تفادياً لأي مضاعفات صحية خطيرة.

كيف يمكن الوقاية من الإنفلونزا؟

من جهته، اعتبر رئيس الجمعية اللبنانية المنتخب لطب الأطفال البروفسور جوزيف حداد انه “ذكّرنا موسم الإنفلونزا الماضي كيف تنتشر الإنفلونزا بشكل غير متوقع. وكأطباء أطفال، تحتم علينا مسؤوليتنا تشجيع الناس وخصوصاً الأمهات على المضي قدماً في جهودهن لضمان تحصين أطفالهن”. مشدداً على ان “اللقاح يقلل بشكل كبير مخاطر إصابة الطفل بالإنفلونزا الشديدة والمضاعفات الناجمة عنها. فقد أظهرت آخر النتائج ان لقاحات الإنفلونزا آمنة وتتميز بتركيبة تضمن تغطية السلالات الأربعة لفيروس الإنفلونزا، ما يؤمن حماية أوسع تقلل من أعباء الإصابة به”.

ونظراً الى ان الإنفلونزا مرض شديد العدوى، أصدرت إدارة الصحة العامة مجموعة من الإجراءات الوقائية تشمل:

* غسل اليدين بانتظام

* اعتماد نظام مدروس للنظافة التنفسية: كتغطية الفم والأنف أثناء السعال والعطس بإستخدام المناديل والتخلص منها بشكل صحيح.

* العزلة الذاتية في وقت مبكر لأولئك الذين يشعرون بتوعك او حمى لمن يعاني من أي أعراض اخرى للإنفلونزا.

* تجنب الاتصال المباشر مع المرضى

* تجنب ملامسة العينين والأنف والفم.

أهم التوصيات

وكان هذا اللقاء مناسبة لكشف النقاب عن التوصيات المحلية التي أصدرتها الجمعيات العلمية المحلية لأول مرة في لبنان حول ضرورة تلقي اللقاحات خلال موسم الإنفلونزا لتفادي تداعيات الإصابة بها ومضاعفاتها وتقليل الأعباء الناجمة عنها.

هذه التوصيات عمل على استخلاصها خبراء من الجمعيات الطبية للأمراض المعدية والميكروبيولوجيا السريرية والأمراض الرئوية والطب العائلي والطب الداخلي. وأهم ما تشمله :

* ضرورة تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية سنوياً وبشكل مستمر

* تحديد الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالمرض الذين يجب ان يتحصنوا باللقاح الى جانب الدائرة المحيطة بهم

* ضرورة تلقي لقاح الإنفلونزا قبل شهر ديسمبر.

المصدر الصباح