أحداث عامة

نصف التونسيين يعانون من السمنة !

بين “جوزيه غرازيانو دا سيلفا” المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم إنه من أجل معالجة مشاكل التغذية غير السليمة والبدانة فانه من الحتمي وضع قوانين ومعايير تحدث تحوّلا في الأنظمة الغذائية وذلك لضمان الغذاء الصحي والمغذي للجميع معتبرا ان السمنة، تتسبب في اضرار متزايدة وخطيرة على صحة البشر.

 

 

وأشار إلى أن مواجهة هذه المشكلة لن يصبح ممكنا إلا من خلال الشراكة بين القطاعين الخاص والعام موضحا أن السبب الرئيسي في تفاقم انتشار السمنة وزيادة الوزن هو عدم قدرة الأنظمة الغذائية على توفير أنماط غذائية صحية اذ ابرز ان النظم الغذائية الحالية تخفق في توفير الغذاء الصحي والمغذيات الضرورية لضمان حياة صحية للناس فهي غير موجهة لإنتاج الغذاء الصحي بل فقط لإنتاج الغذاء، ونتيجة لذلك فالناس يتناولون الأغذية غير الصحية بشكل متزايد.

 

 

كما صرح المدير العام للفاو بأنه فيما يتجه النقاش نحو كيفية تطوير الفلاحة لتسهم في التنمية المستدامة، فانه من الضروري أن يجري الاخذ بعين الاعتبار لتحديات الغذاء التي يواجهها البشر في الظرف الراهن بما في ذلك تحسين نوعية الغذاء.

 

 

وفي الوقت الحالي يعاني حسب المنظمة أكثر من ملياري شخص من زيادة الوزن. وثلث هؤلاء (أي أكثر من 670 مليون شخص) يعانون من السمنة، وهي الحالة المرتبطة بشكل كبير بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وبعض أشكال السرطان علما ان ثمانية من بين 20 دولة تسجل أسرع ارتفاع في أعداد البالغين الذين يعانون من السمنة توجد في أفريقيا، كما أن 38 مليون طفل يعانون من زيادة الوزن تقل أعمارهم عن خمسة أعوام، نحو نصفهم في آسيا.

 

 

وعالمياً تنطوي هذه المشكلة على كلفة باهظة تقدر بنحو 2 ترليون دولار سنويا من الرعاية الصحية والإنتاجية الضائعة (أي ما يعادل تأثير التدخين أو تأثير النزاعات المسلحة).

 

 

يذكر ان الجمعية التونسية للعلوم الصيدلية كانت قد كشفت مؤخرا أن نسبة ظاهرة زيادة الوزن في صفوف التونسيين تقدر ب 50 بالمائة و تسجل الزيادة في الوزن والسمنة نسبا أكثر ارتفاعا لدى الإناث مقابل الذكور مما انجر عنه تصنيف تونس في مراتب متقدمة عالميا في قائمة الشعوب الأكثر سمنة في العالم. و وضحت الجمعية أن انتشار السمنة يعود بالأساس الى تغير نمط العيش وتدهور العادات الغذائية لدى التونسيين و عدم ممارسة الرياضة وانتظام أوقات الأكل وتناول الوجبات الغذائية السريعة محذرة من أن زيادة الوزن والسمنة تؤديان الى الإصابة بأمراض القلب.

 

 

كما وقع التشديد على أن ظاهرتي زيادة الوزن والسمنة سجلتا زيادة هامة في السنوات الأخيرة نتيجة تغير سلوكات وأنماط المجتمع على اهتبار أن العوامل الجينية تؤثر كذلك و بصفة مباشرة في انتشارهما.

 

هذا و تعتبر عدة دراسات اكاديمية انجزت بجامعات و بمعاهد بحثية على المستوى الوطني أن صحة الأم عند الولادة وقبلها تؤثر في احتمال اصابة الأبناء بالسمنة بحكم ان تغذية الأم تؤثر على الجنين قبل ولادته وتعطيه صفاتا وطباعا جينية تؤثر في امكانية تعرضه للزيادة في الوزن  و ذلك الى جانب أن تغذية الرضع في الأسابيع الأولى من الولادة حسب هذه الدراسات تنعكس على انتشار ظاهرة السمنة سيما أن لجوء جزء هام من الأمهات الى اطعام أبنائهن الرضع صناعيا يزيد من احتمال اصابة الأبناء بالسمنة في حين أن الإعتماد على الرضاعة الطبيعية يوفر الوقاية لدى الأبناء.

 

المصدر أخر خبر اونلاين