أحداث عامة

” مقاومة الإجرام” تكشف عن مخطط “مافيا” مخدرات يستهدف سوسة

سددت الإدارة الفرعية للقضايا الاجرامية بإدارة الشرطة العدلية المعروفة على المستوى الوطني بإدارة “مقاومة الإجرام” نهاية الأسبوع ضربة موجعة لشبكات تهريب المخدرات التي تنشط بين اوروبا وتونس، حيث نجحت في الإطاحة بـ”مافيا” دولية لتهريب وترويج الاقراص المخدرة والقبض على ثلاثة من المشتبه بهم بينهم زعيم الشبكة وحجز “شحنة” كبيرة من اقراص الـ”سوبيتاكس” تقارب قيمتها 300 ألف دينار وذلك في اعقاب عملية أمنية وصفت بالنوعية.

وحسب أولى المعطيات التي تحصلنا عليها فإن الأعوان وفي إطار مكافحة ظاهرة تهريب وترويج المخدرات و”اصطياد” الحيتان الكبيرة التي ساهمت في انتشار ظاهرة استهلاك الاقراص المخدرة توفرت لديهم منذ عدة اشهر معلومة مؤكدة حول اندماج كهل في مجال المخدرات وتخطيطه لتهريب كمية كبيرة من الاقراص من فرنسا بالتنسيق مع اطراف أخرى يرجح أن احدها

موظف بمخزن بضائع تابع لإحدى شركات الوساطة القمرقية بميناء رادس التجاري.

رصد وتعقب

ونظرًا لأهمية المعلومة فقد أولاها رجال الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية العناية اللازمة وظلوا يرصدون تحركات احد المشتبه بهم وهو كهل في الخامسة والأربعين من العمر قاطن عادة بالضاحية الجنوبية وسبق ان شملته الابحاث في ترويج المواد المخدرة وأطلق سراحه لعدم كفاية الحجة، حتى توفرت معلومة مؤكدة حول تخطيطه لتهريب كمية كبيرة من الاقراص المخدرة داخل بضاعة قادمة من ميناء مرسيليا بفرنسا عبر الميناء التجاري برادس.

كثف المحققون من عمليات الرصد والتعقب عن قرب للمشتبه به الرئيسي في كنف السرية، الى ان تأكدوا يوم الجمعة الفارط ان شحنة الاقراص المخدرة تم تهريبها فعلا من ميناء رادس التجاري عن طريق موظف بمخزنبضائع تابع لإحدى شركات الوساطة القمرقية، لذلك نصب الاعوان كمينا جد محكم للمشتبه بهما وطاردوهما بين رادس الملاحة وحمام الانف بعد تعمد زعيم الشبكة التمويه والتضليل وتغيير العربات.

شحنة أقراص مخدرة

نجح الاعوان في الايقاع بالمشتبه به الرئيسي وشخص ثان يقطن ايضا بحمام الانف تبين انه مسؤول عن مخزن بضائع تابع لشركة وساطة قمرقية بميناء رادس التجاري، وهو الذي قام بإخراج العلب الكرتونية خلسة من بين بقية البضاعة دون احترام التراتيب، قبل ان يلقوا القبض على مشتبه به ثالث، وبتفتيش عربتين تم حجزهما عثر المحققون على شحنة كبيرة من العلب الكرتونية الصغيرة تبين أن بداخلها حوالي 6050 قرصا مخدرا من نوع “سوبيتاكس” الخطير.

كما تمكن الاعوان من حجز خمسة هواتف جوالة وأكياس بلاستيكية حاملة لملصقات تصدير علاوة عن خزنة حديدية ومبلغ مالي من العملتين التونسيّة والأوروبية ودفاتر صكوك بنكية ودفتر ادخار بنكي وجواز سفر تونسي وختم وأغراض أخرى.

إغراق الجهات

بانطلاق الأبحاث اكتشف المحققون خطورة المخطط الاجرامي الذي اندمجت فيه هذه الشبكة منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث أغرقت السوق التونسية بحبوب الهلوسة وخاصة بتونس الكبرى والوطن القبلي وسوسة في مخطط اجرامي خطير، اذ تشير المعطيات التي تحصلنا عليها الى نجاح هذه الشبكة في تهريب عشر او 11 شحنة من أقراص “السوبيتاكس” الخطيرة ثم ترويجها في الولايات المذكورة.

ويرجح ان تبلغ قيمة الكميات المهربة (في حدود 60 الف قرص) الثلاثة ملايين دينار او اكثر اي ما يساوي قيمة شحنة من مادة القنب الهندي (الزطلة) زنتها 300 كيلوغرام، وقد اذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس، بالاحتفاظ بالمشتبه بهم على ذمة الأبحاث لتحديد دور كل طرف منهم في عمليات التهريب والترويج والتوصل الى كشف هويات اطراف اخرى يشتبه في مسؤوليتها عن تهريب وترويج هذه السموم سواء في فرنسا او في تونس قبل احالة ملف القضية على انظار العدالة

المصدر الصباح نيوز