انعقدت، صباح اليوم، بقصر الحكومة بالقصبة، ندوة صحفيّة خصصت لتوضيح مزايا انضمام تونس إلى السوق المشتركة للشرق والجنوب الافريقي “كوميسا” ، وذلك على إثر التوقيع على اتفاقية الانضمام بمناسبة مؤتمر القمة العشرين لرؤساء دول وحكومات هذه المجموعة الاقتصادية الإقليمية المنعقد بالعاصمة الزمبية “لوزاكا” يومي 18 و19 جويلية 2018.
وقد أبرز وزير التجارة عمر الباهي النقلة النوعية والتاريخية في العلاقات التونسية الافريقية بانضمام بلادنا إلى تجمّع الكوميسا الذي يضمّ 20 دولة تؤمّ 500 مليون نسمة، مؤكّدا أنّ هذه الخطوة المهمّة هي ثمرة جهود الحكومة لتعزيز البعد الإفريقي عبر ربط علاقات أكثر متانة مع بلدان افريقية لها وزنها الاقتصادي.
واستعرض وزير التجارة مجمل المزايا التي سيوفرها انضمام تونس للكوميسا، من ذلك بالخصوص:
– تخفيض كلفة التصدير بما يرفع من مستوى المنتوجات والخدمات التونسية.
– الإستفادة من الآليات وبرامج التمويل المتاحة لبلدان الكوميسا التي يوفّرها البنك الافريقي للتنمية وعديد المؤسسات التمويلية الأخرى.
– تسهيل نفاذ القطاع الخاص عبر انتصاب المؤسسات التونسية بمنطقة الكوميسا.
– إيجاد فرص وأسواق جديدة لترويج السلع والمنتوجات التونسية.
– توفير الأرضية الملائمة لجلب الإستثمارات إلى سوق الكوميسا عبر البوابة التونسية.
وأشار الوزير إلى حرص الحكومة منذ بداية أعمالها على اتخاذ هذا المنحى في خطوة غير مسبوقة لإرساء ثقافة الإنفتاح أكثر على بلدان القارة الإفريقية ليس فقط في المجال الاقتصادي، لافتا إلى أنّ هذا الإنضمام التاريخي لتونس سيمكّن من ربط علاقات على المستوى السياسي والثقافي وسيمكّن من تبادل الخبرات، وخلق فرص واعدة للإستثمار، ولتوفير مواطن الشغل للكفاءات واليد العاملة التونسية.
وأكّد وزير التجارة حرص رئيس الحكومة يوسف الشاهد على أن تعزّز تونس حضورها بكثافة سواء على مستوى الكوميسا أو بتوثيق علاقات جديدة مع دول غرب افريقيا، مؤكّدا أنّ الحكومة عازمة على مزيد تيسير المعاملات الدبلوماسية لا سيما عبر فتح ممثليات دبلوماسية في بعض الدول الافريقية، وتسخير الإمكانات اللوجستية، من خطوط جويّة وملاحيّة إضافة الى تسهيل الإجراءات الديوانية.
وانتهى عمر الباهي إلى أنّ الوزارة لديها برنامج لتأمين جولة كبرى لرجال أعمال تونسيين إلى منطقة الكوميسا لإكتشاف الأسواق والفرص المتاحة، مشيرا إلى أنّ الكاتبة العامّة الجديدة لهذه المجموعة الاقتصادية الافريقية ستؤدّي زيارة إلى تونس في شهر سبتمبر القادم، هي الأولى لها لبلد عضو في المجموعة.
وفي مداخلته، استعرض كاتب الدولة للتجارة الخارجية هشام بن حمد المزايا التي سيحققها انضمام تونس لمنطقة “الكوميسا” التي يبلغ حجم المبادلات بين بلدانها 235 مليار سنويا، ويعادل حجم الصادرات البينية لأعضائها 8 مليار دولار، مشيرا إلى أنّ بلدان الكوميسا شراكة تربطهم شراكات اقتصادية وتجارية مع 5 شركاء اقتصاديين، هم الاتحاد الأوروبّي والصين والهند وجنوب افريقيا والإمارات العربية المتحدة.