أحداث عامة

فيلم دشرة : إقبال جماهيري في سوسة ورعب بحلة تونسية

منجية امراة غريبة الاطوار مقيمة بمستشفى الامراض العقلية ……في قرية مهجور ترزح الحبال تحت ثقل اللحوم,… القديد في كل مكان يقطر دما…طفلة تفترس دجاجة نيئة… ولائم من لحوم البشر… طقوس تغسيل الميت… اعضاء بشرية وحيوانية…. ظلمة…دماء…ذبح ..قتل تلك هي اهم الصور التي يمكن ان ترسخ في الذاكرة بعد مشاهدة فيلم دشرة اول فيلم رعب تونسي للمخرج عبد الحميد بوشناق .
ما هو مؤكد ان هذا الفيلم يشهد اقبلا جماهيريا كبيرا في كل دور العرض اذ لا يمكن حضور الفيلم الا بعد الاصطفاف امام شباك التذاكر لتغلق الابواب بعد نفاذ الاماكن الشاغرة.بل هناك من شاهد الفيلم للمرة الثانية والثالثة وخاصة من قبل الشباب مع حضور لكل الفئات العمرية الا الاطفال دون 12 سنة.
ما يميز « دشرة « المصنف من افلام الرعب الجمع بين الترجيديا والكوميديا .فرغم قوة العنف ومشاهد الخوف التي يقوم عليها الشريط إلا ان المخرج وكاتب الحوار والسيناريو عبد الحميد بوشناق اوجد متنفسا للابتسامة والضحك في عدد من المواقف بين الاصدقاء الثلاثة ياسمين وليد وبلال .وهم طلبة من معهد الصحافة بصدد انجاز عمل استقصائي في اطار مشروع التخرج الذي يتجه بهم الى عوالم الرعب والسحر والشعوذة .ويرحل بأبطال الشريط نحو المجهول في رحلة البحث عن الحقيقة عن خفايا جريمة تعود احداثها الى اكثر من 20 سنة .وتحت اقامة اجبارية واختيارية في الان نفسه تتم استضافة هؤلاء الشبان من قبل رجل ذو كرم حاتمي …لتتضاعف الحيرة و الخوف وتشتد وتيرة الرعب نحو نهاية غير متوقعة.
دشرة فيلم رعب بحلة تونسية يقوم اساسا على بعض الخرافات والطقوس المستوحاة من الموروث التونسي ومن احداث واقعية واكبتها الصحافة الوطنية في السنوات الاخيرة على غرار العائلات التي فقدت ابنائها في جرائم البحث واستخراج الكنوز نتيجة معتقدات تقوم على القربان البشري وخاصة من الاطفال الذين يحملون علامات محددة ….اضافة الى ممارسة السحر والشعوذة كتحريك الكسكسى بيد الميت وضع صورة او كلمات في فم ميت وتخبيطه واكل لحوم البشر.. لتحقيق اهداف معينة .
وقد نجح عبد الحميد بوشناق في الحكي او البناء القصصي للرواية فكانت الحبكة الدرامية متناسقة بشكل متسلسل وجلي على امتداد الفيلم لتنكشف الحقيقة المرعبة في النهاية بعد احداث ادمجت الابطال في قلب الازمة واذا بهم هم اصل الحكاية ومنطلقها ..
وان كان الفيلم تجاريا إلا انه يحمل كما من الرسائل ومساحة من المتعة وحيزا من الواقع وأوجد حركية في دور السينما لا نراها إلا بشكل مناسباتي وتحديدا في ايام قرطاج السينمائية.
« دشرة « حقق اقبالا جماهيريا رغم انه يعد اولى التجارب التونسية في هذا الصنف من الافلام اضافة الى غياب نجوم السينما مقابل المراهنة على فريق من الممثلين الشبان وهم عزيز جبالي وهالة عياد وبلال سلاطنية و ياسمين ديماسي مع الممثل بحري الرحال .كما ان الشريط انجز دون دعم من وزارة الاشراف .
وان نجاح فيلم دشرة ومشاركته في بعض المهرجانات السينمائية الدولية لا ينفي تأثر المخرج عبد الحميد بوشناق بأعلام افلام الرعب في العالم والاقتداء بهم على عديد المستويات.

المصدر: بوابة الاذاعة التونسية