أحداث عامة أخبار متفرقات

رجيش : مدينة ساحلية منعدمة المرافق الأساسية

تعتبر رجيش من المدن الحضارية التي تناسها التاريخ وكذلك تناستها الحكومات بالرغم من قدم تاريخها فمنذ عهد الاستعمار عانت المدينة الحرمان و التهميش رغم مساهمة شبابها في ذلك الوقت في مقاومة الاحتلال وتواصل ذلك مع الزعيم الحبيب بورقيبة التى نسبت في فترة حكمه الى اليوسفيين مما جعل بها تنمية تكاد منعدمة و يتواصل التهميش في فترة حكم المخلوع و إعتبارها نقطة سوداء و إسنادها للإسلاميين أو ما يعرف “بالخوانجية” بعد الثورة تتجاهل حكومة الجبالى و العريض المدينة رغم ما تتميز به من موقع ساحلى هام بين معتمديتي المهدية و قور الساف تهميش وعدم توفر المرافق الضرورية و فرص الاستثمار جعل شبابها معطل عن العمل و إلتجائه للمقاهي كمتنفس وحيد ، تذمر رجال الأعمال من البنية التحتية للمدينة …. و عديد العوامل الأخري حتى البيئية .

وحدة صحية”مستوصف” لـ12 ألف ساكن :

يقطن مدينة رجيش 12 ألف ساكن و في وقت الذروة أي فصل الصيف تتحول إلى قطب سياحي قرابة 20 ألف ساكن تحتوي المدينة على وحدة صحية للرعاية الأساسية تتوفر بها بعض الخدمات البسيطة منقوصة حتى من الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة تكتظ في بعض الأحيان نظرا لضيق مجالها مما أدى بالمواطنين الى التشكي ووجوب بناء مستشفى فيه قسم إستعجالى و قسم توليد ، مقترح تدارسته السلط المعنية و بقي حلم لدي متساكني المدينة .

مجال الفلاحة و الصيد البحري منعدم  :

تعتبر الفلاحة و الصيد البحري باعتماد الأدوات التقليدية من أهم إنتاجيات المنطقة حيث تتميز المدين بتربتها فهي الأولى في إنتاج الحليب في الولاية و لكن  الإنتاج شهد تراجعا بسبب غلاء الأعلاف مما جعل الفلاح يفرط في أبقاره عن طريق البيع أما بالنسبة للزراعات السقوية و التي تعتمد المياه تكاد تكون منعدمة نظرا لعدم توفر المياه الصالحة للري وعدم مساندة الدولة للفلاح بهذه المدينة سوءا بحفر بئر عميقة أو بإيصال مياه نبهانة التي تتمتع بها بعض المناطق المجاورة كهيبون و المثالية منظومة مائية غير متوفرة جعلت من الفلاح يتذمر و الاعتماد على مياه درجة ملوحتها تفوق 6 درجات متلفة للمحصول و بالتالي تراجع المدينة في انتاجها الفلاحي بالرغم ما تتمتع به من تربة خصبة ، أما الصيد البحري مراكب تقليدية تعتبر مصدر رزق لقرابة 100 عائلة توفر القليل القليل نظرا لسيطرة أحواض تربية الأسماك على البحر وفي بعض الأحيان رياح و أمطار و هيجان البحر يسبب كارثة مثل التى وقعت في شهر أكتوبر 2012 و تحطم جل المراكب مما جعل البحارة بمطالبة السلط بوجوب تركيز “صقالة” حتى يضمنوا سلامة مصدر رزقهم الوحيد.

استثمارات منعدمة وتذمر رجال الأعمال :

رغم جمالية المنطقة وموقعها الساحلى تكاد تكون الاستثمارات منعدمة نظرا لسيطرة “أحباش عزيزة عثمانة “على المنطقة وعدم التسهيل من طرف السلط للاستثمار و تشجيع الشباب على المشاريع الصغرى كذلك نجد رجال أعمال تتذمر من البنية التحتية للمدينة وعدم توفير طرقات جيدة وإنارة دائمة فمثلا السيد عبد القادر الصيود وهو أحد المستثمرين الخواص بالمنتزه العائلي يتشكي من عدم وجود الإنارة في الكرنيش و الذي يعتبر المتنفس الوحيد بالمنطقة وكذلك من سوء الطرقات المؤدية إلى الشاطئ عديد من المشاكل الأخرى يعجز اللسان عن ذكرها .

مجال بيئي كارثة  : 

كوارث بيئية في عديد من أنحاء المدينة  فمثلا منطقة الواد المالح  أو مايطلق عليها بسبخة الليانة وهي في غابة الزيتون تشهد تلوث كبير من خلال إلقاء النفايات و عدم وجود مركز لرسكلة النفايات بالولاية مما تسبب أضرار للطبقة المائية وكذلك للمناطق الفلاحية كما تعيش منطقة رجيش  و الزقانة وخاصة مقاطع الحجارة التي توجد في المنطقة الحدودية بين بلدية رجيش وبلدية المهدية وعلى مشارف الزقانة  من ولايتها كوارث بيئية منذ زمن بعيد , فمن مصنع الجبس وما خلفه من مضاعفات صحية بعد أداء واجبه في تعكير صحة من حوله من أهالي المنطقة ومن ثمة غلقه ليصبح وكر فساد,  وبعد استغلال الأراضي التي كانت في الأغلب فلاحية لتتحول حفر جراء استعمالها  كمقاطع حجرية للأحجار الجبلية الصالحة للبناء و تركها  مهملة لتصبح الآن مصب للفضلات بجميع أنواعها  شركة خاصة كانت أو عمومية  ,و المخزي والغريب والعجيب أن هذا المصب الجديد بالقرب من المنطقة السكنية لمدينتي رجيش و الزقانة  و المعهد الثانوي برجيش لا يبعد سوى 400م فقط و المركب الجامعي برجيش  من هذه الكارثة, أما  ما يسببه من سلبيات هي الروائح الكريهة والدخان المنبعث من جراء حرق الفضلات الذي يغيم على المدينتي تقريبا كل ليلة و حالة من الاختناق في التنفس فحتى المائدة المائية أصابها التلوث .

الفقر و التهميش و بطالة  :

المدينة تعاني هي الأخرى فقر وتهميش و ظروف اجتماعية صعبة للغاية لبعض العائلات المعوزة كما نجد بيوت تكاد تسقط على أصحابها وفي وقت الأمطار تغطي “بالبلاستيك” كما نجد إنارة منعدمة في بعض الأحياء السكنية في الحقيقة لزال بالمدينة تلاميذ يدرسون على “القازة” وعلى “الشمع” عديد العائلات هي التي قمنا بمحاورتها و التي أكدت لنا أن لهم سنوات في هذه الحالة وهم يطالبون بأبسط مرفق” النور ” فإستعمالهم “للقروب ” قصد الإنارة أصبح يكلفهم ثمن باهض نظرا لغلاء المحروقات وحسبما أكد لنا أحد سكان المنطقة أن وعود لزالت متواصلة رغم خلاصهم لثمن إدخال التيار الكهربائي وعديد من الحالات الأخرى يحزن عليها القلب ، أما بالنسبة للبطالة ففي الحقيقة جل شباب المدينة متعلم و أصحاب شهائد عليا لكن رغم الانتدابات التي قامت بها الحكومة بعد الثور لم تشمل إلا عنصر أو عنصرين من شباب المدينة هذه البطالة تسبب التهميش و التجاء الشباب إلى المقاهي و الدخول في تيار المخدرات وغيرها وصولا الى السرقة  تعود أسبابها الأساسية إلى عدم توفر مراكز الترفيه العمومية أو ملاعب الأحياء الشعبية التي تكاد منعدمة و حتى إن وجدت فهي مهملة فضاء دار الثقافة ينقصه التجهيزات لبعث النوادي الشبابية و الثقافية رغم المجهودات الفردية التي يقوم بها المسيرون ،ملعب بلدي لزالت أشغاله متوقفة ، مركب جامعي لا يستوجب لشروط المواطنين و احتوائه على سور يحرم أبناء المدينة من التمتع بالبحر و التنزه …..  نقائص عديدة حتى في مجال الخدمات كالبريد مركز بريد ضيق يستوجب التوسعة ليس به مصرف ألى ، قباضة مالية منعدمة …  و غيرها من المشاكل الأخرى  نراها بسيطة بالعين المجردة لكن في الحقيقة هي معضلة و إشكاليات كبيرة تعانى منها المدينة منذ زمن بعيد وتتواصل إلى حد الآن  فأين دور النيابة الخصوصية والي متى ستبقى مدينة رجيش مهمشة وهى المنتزه الفاطمى و الرمانى في العصرالقديم؟

راديو مهدية / بقلم سامي الهاني :