أحداث عامة أخبار

رأي طبّي… نعم الكمامة ثم الكمامة!

طوال الأشهر الماضية شدد الأطباء على أهمية الكِمامة منعاً لالتقاط العدوى ونقلها إلى الآخرين. ورغم الالتزام الذي شهدناه في مختلف دول العالم في فترة معينة، بدا الاستهتار واضحاً مؤخراً والتهاون في استخدام الكمامة والتقيد بالتدابير الوقائية. و كأن الفيروس لم يعد موجوداً بالنسبة لكثيرين مع حلول فصل الصيف وبات من الممكن بالنسبة لهم التهاون وتعريض صحتهم وصحة الآخرين للخطر. يؤكد الأطباء والخبراء كافة أن تقيد الكل باستخدام الكمامة قد يكفي للسيطرة على الوباء لما تؤمنه من حماية. واليوم يعود الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار ابي حنا ليوجه نداء بالتقيد باستخدام الكمامة لأهميتها في منع انتقال العدوى، مستنداً إلى معايير علمية أكيدة.
هل تشكل الكمامة حماية كافية من عدوى كورونا؟
للكمامة دور أساسي خصوصاً لمن يحمل الفيروس ولكون كورونا قد لا يظهر أعراضا في كثير من الأحيان تزيد أهميتها في مختلف الأوقات لاحتمال حمل الفيروس دون معرفة ذلك ونقله بالتالي إلى الآخرين. فالكمامة تحمي من نقل العدوى ومن التقاطها إلى تقصى حد وبمعدلات مرتفعة. فإذا كان شخص ما مريضاً تمنع الكمامة من نقله العدوى إلى الآخرين كما تحمي الآخرين من التقاط العدوى فتعتبر حماية تامة يجب التركيز عليها لاعتبارها كفيلة بمنع انتشار الوباء في حال حرص الكل على استخدامها. أما في حال التقاط العدوى، تساعد الكمامة على الحد من كمية الفيروس التي يمكن التقاطها. فقد أظهرت دراسة حديثة أنه في حال دخول كميات أقل من الفيروس إلى الجسم تكون أعراض المرض أخف. وبالتالي إما أن تساهم الكمامة في منع التقاط العدوى او على الأقل في تخفيف معدلات الفيروس التي تدخل إلى الجسم بحيث تكون الأعراض أخف ويكون أقل خطورة عندها. مع ضرورة التشديد على أن يستخدم الكل الكمامة لمزيد من الحماية.
هل من كمامة معينة يجب استخدامها لحماية قصوى من الفيروس؟
لا يمانع من استخدام الكمامة القماشية عند الوجود خارج المنزل لتبضع مثلاً على أن تكون مصنوعة من طبقات متعددة أي بمعدل طبقتين أو ثلاث لحماية قصوى. فبقدر ما تزيد الطبقة يكون معدل الحماية أعلى . كما أنه من المهم أن تغطي الفم والأنف بالكامل وبشكل محكم منعاً لتسرب الرذاذ.
في المقابل، من المؤكد أن الكمامة الطبية ضرورية في المستشفى وهي مؤلفة من 3 طبقات ولها فلتر وتعتبر فاعلة بنسبة أعلى في مختلف الأوقات إذا كان من الممكن الحصول عليها.
أما بالنسبة إلى الكمامة من نوع N95 فهي الأكثر تطوراً وتستخدم بشكل خاص في العناية الفائقة عند تقديم الرعاية لمصاب ووضع الأجهزة الأولى حيث يزيد احتمال التعرض للإفرازات. ويشير أبي حنا إلى ان البعض يستخدمها عند السفر لان الخطر يزيد في هذه الحالة ولا يمكن التهاون وقد لا تكون الكمامة العادية كافية عندها.

هل يمكن استخدام الكمامة نفسها بشكل متكرر؟
بالنسبة إلى الكمامة القماشية يفضل أن تغسل يومياً بعد استخدامها. كما يمكن ملاحظة تلوثها بسهولة والحاجة إلى غسلها. أما الكمامة التي ترمى عند الاستخدام فما أن تصبح رطبة يجب رميها مباشرةً. وحتى في المستشفى يمكن أن يلاحظ الطبيب تلوثها مباشرةً عند التعرض لإفرازات مصاب ويكون مضطراً عندها إلى استبدالها ورميها. مع ضرورة التوضيح أن الوشاح الذي يربطه البعض لتغطية الفم والانف ليس مجدياً ولا فائدة منه.
المصدر: النهار