أحداث عامة

خليج المنستير: خسائر بيئية و اقتصادية وغياب لحلول ومواقف عاجلة

موج أسود اللون يلفظه البحر نحو شاطئ لمطة التي تبعد حوالي 15 كلم عن مدينة المنستير، إلى حد أنه يخيّل إليك، للوهلة الأولى، عند زيارة المكان أنه حدث تسرب نفطي من إحدى ناقلات النفط الذي ربّما كنت شاهدته أو سمعت عنه في نشرات الأخبار ولم تتوقع يوما أن ترى مثله في سواحل خضرائنا الجميلة. قوة الرائحة الكريهة التي ترافق كلّ حركة من حركات الأمواج الصغيرة سرعان ما تلسع أنفك وتشعرك بالغثيان. وتنتبه: أنّك قبالة بحر يلفظ مياها شبيهة بمياه البلوعات.

اختلطت على الشاطئ مياه البحر السوداء بفضلات البناء والأشجار والخردة والقمامة بأنواعها بما في ذلك فضلات محلات الجزارة، في مشهد ينذر بحدوث كارثة بيئية خطيرة حيث يتواصل منذ سنوات السكب العشوائي للمياه الصناعية والمياه غير المعالجة بخليج المنستير، الذي يمتد على طول حوالي 31 كلم ويتميز بكثرة الخلجان الصغيرة وهي محاضن طبيعية ومواقع ملائمة لبيض وتفقيس الأسماك.

ويتلقي هذا الخليج المعروف بحساسيته وهشاشته يوميا كميات من المواد العضوية والمياه الملوثة تقدر بحوالي 500 متر مكعب تحتوي على نسبة عالية من النيترات حسب تقرير للوكالة الوطنية لحماية المحيط والنترات من المواد التي تولد الإثراء الغذائي وازدهار النباتات خاصة الطحالب الخضراء التي بدورها تستهلك الاكسيجين وتحجب مرور الضوء مما يؤدي إلى اختلال التوازن الإيكولوجي والنظام الساحلي ويهدد جودة منتوجات البحر وقيمتها الغذائية ويهدد قطاعات تربية الأحياء المائية والسياحة.

أكتوبر 2013، ضبط مجلس وزاري خارطة طريق خصصت لاستصلاح خليج المنستير، تضمنت مشاريع تهم بالخصوص منظومة تطهير مياه الصرف الصحي والمياه الصناعية. ومن المنتظر أن تستكمل هذه المشاريع في غضون السبع السنوات القادمة وفي الأثناء، تتواصل الكارثة البيئية أمام أنظار الجميع .

المصدر: الساحل تي في