أحداث عامة أخبار متفرقات

حملات التلقيح المتنقلة، فرق الصحة العسكرية تعاضد جهود وزارة الصحة في الأرياف والمناطق النائية

يجوبون أعالي المناطق الجبلية وسفوح الجبال وبين الأودية، غير مكترثين بحرارة الطقس وصعوبة التضاريس، همهم الوحيد تطعيم أكبر عدد من المواطنين بجرعة تلقيح تنقذ الارواح وتبعث الأمل في ظل الوضع الصحي الدقيق الذي تعيشه ولاية سليانة منذ 20 جوان الفارط، والذي تجلى من خلال إرتفاع نسب التحاليل الإيجابية التي تجاوزت أحيانا 70 بالمائة ما حتم فرض الحجر الصحي الشامل لمدة 4 أسابيع.
اتخذ القرار بالقيام بحملات تلقيح مشتركة بين مصالح الصحة العسكرية و مصالح الإدارة الجهوية للصحة بسليانة لفائدة متساكني معتمديات كسرى والروحية و العروسة بعد ما لوحظ من ضعف في نسبتي التسجيل والتلقيح بهذه المعتمديات. ويشمل التطعيم الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 50 سنة (بترخيص إستثنائي من وزارة الصحة بعد أن كانت فوق 60 سنة )، ولمن سنهم أقل من 50 سنة ولكنهم يشكون أمراضا مزمنة، وتم للغرض تشكيل 3 فرق انطلقت في عملها بمعتمدية كسرى يوم الإثنين 12 جويلية 2021 في تمام الساعة الخامسة مساء.
بزيهم النظامي، وبروح انسانية تطوعية عالية، يواصل، منذ ذلك اليوم، فريق الصحة العسكرية، بالاشتراك مع مصالح الصحة الجهوية بسليانة، مهمته الانسانية منذ ساعات الصباح وإلى غاية ساعة متأخرة من نفس اليوم في أعلى منطقة سكنية في البلاد التونسية .
وقد شملت أعمال الفرق المشتركة الثابتة والقارّة من الصحّة العسكريّة والصحّة العموميّة في حملة التلقيح بولاية سليانة ثلاث معتمديات وهي « كسرى العليا » و »كسرى السفلى » و »المنصورة الجنوبية » ومناطق « اللّوزة » و »بوعبدلة »، واستهدفت إلى يوم الجمعة 16 جويلية الجاري 1884 مواطنا تم تطعيمهم، حسب معطيات قدمتها لـ (وات ) وزارة الدفاع الوطني.
مع إشراقة كل يوم جديد …يحمل الفريق الثلاجة الصغيرة المحتوية على جرعات التطعيم، ويعبرون الدروب الوعرة المحفوفة بالتين الشوكي، متسلقين الهضاب الشاهقة في درجات حرارة مرتفعة تجاوزت 40 درجة للوصول إلى المنازل بالمناطق الريفية النائية. وتعرف ولاية سليانة بتشتت أريافها، وبعد مناطقها على بعضها البعض، فقد تستغرق الرحلة ساعات للوصول إلى منزل أحدهم باللوزة، أو الفضول، أو الذواودة، أوالكونية، أو المنصورة، أو القرية بأرياف كسرى التي لا يمكن الوصول إلى أغلبها بوسائل النقل العادية وحتى على ظهور الدواب .
وفي غضون 3 أيام تمكن الفريق من تطعيم أكثر من ألف شخص من بينهم مقعدون ومسنون ومقيمون في مناطق يصعب الوصول إليها، وتمت عمليات التطعيم على حافة الطريق، و تحت ظلال الأشجار، وفي الأكواخ والمنازل.
متساكنو المناطق النائية استقبلوا هذه الفرق المتنقلة بوجوه مستبشرة تنم عن إستحسانهم لهذه المبادرة، وقد عبر عدد منهم عن سعادتهم لانه لم يتم نسيانهم في هذه المرة، وأكدوا بأنهم تقدموا بكل طواعية لتلقي التلقيح لانهم يثقون في الجيش الوطني، حسب قولهم.
عمليات التلقيح التي شهدتها وتشهدها بعض أرياف ولاية سليانة لم تكن استثناء، فقد أمنت 3 فرق صحة عسكرية، بالتنسيق مع الادارات الجهوية للصحة، حملات متنقلة شملت أيضا بعض المناطق النائية من ولاية تطاوين، انطلقت يوم 7 جويلية الجاري وأعطت الأولوية للمسنّين والمصابين بأمراض مزمنة من القاطنين بمنطقة « الرقبة » و »أولاد طباب » و »وادى القماح »، لتشمل إلى حدود يوم 15 جويلية الجاري 9188 مواطنا تم تطعيمهم، وفق ما أفادت به وزارة الدفاع الوطني.
وبشكل عام تنوّعت مظاهر الإسناد والدعم الصحي العسكري للمنظومة الصحيّة الوطنيّة منذ الموجة الأولى للوباء في تونس مع بداية انتشار الفيروس في مارس 2020 ، وشهدت خلال الفترة الحالية تركيز مخبر عسكري متنقّل للأمن البيولوجي ومستشفى عسكري ميداني في أكثر من ولاية كلّما إستوجب الأمر ذلك، وتحويل الوحدة العسكرية الجراحيّة الميدانية إلى وحدة إنعاش بهدف الترفيع في عدد أسرّة الإنعاش، والرّفع من عدد التحاليل الموجّهة لتقصّي حالات الكورونا المشتبهة بالمناطق الموبوءة، فضلا عن القيام بالتلاقيح لفائدة الإطار الطبي والشبه الطبي العسكري.
ومع تأزم الوضع الوبائي بولاية القيروان، تولت مصالح الصحة العسكرية تركيز المستشفى الميداني العسكري في وقت قياسي، وهو يحتوي على وحدة للفرز وأخرى للتقصي للفيروس و14 سرير إنعاش مجهزّ، 8 منها متواجدة بالمستشفى الميداني بالقاعة المغطاة، إضافة إلى 8 أسرة أوكسجين، فضلا عن توفير سيارة إسعاف عسكرية بكامل تجهيزاتها رابضة على عين المكان.
كما تم تعزيز المستشفى الميداني التابع للصحة العمومية بفريق طبي وشبه طبي عسكري، وتركيز المخبر العسكري المتنقل للتحاليل الجرثومية بمركز مخبر الوسيط بالجهة، وقد ساهم في الرفع من عدد التحاليل لتقصّي حالات الكورونا المشتبهة بالجهة بحساب 150 تحليل يوميا.
يذكر أن عدد التونسيّين الذين استكملوا التلقيح إلى حدود يوم أول أمس الجمعة 16 جويلية الجاري بلغ 864 ألف و811 مطعما من بينهم 755 ألفا و 428 شخصا تلقوا جرعتين من اللقاح في حين تلقى 109 آلاف و383 مطعما ممن سبق لهم الإصابة بالفيروس جرعة واحدة ، وبلغ في ذات التاريخ العدد الإجمالي للمسجلين في منظومة إيفاكس 3 ملايين و457 ألفا و697 مسجلا حسب آخر احصائيات نشرتها أمس السبت وزارة الصحة على صفحتها الرسمية عبر شبكة التواصل الاجتماعي  » فايسبوك » .
ومن المنتظر أن يتم تعميم حملات التلقيح المتنقلة بعد توفر جرعات التلقيح وفق تصريح سابق لوزير الدفاع ل(وات) على هامش زيارة أداها يوم الخميس إلى معتمدية الروحية.

Radio Monastir