أحداث عامة أخبار

المنستير: نحو احداث مركز لتثمين الحمأة المنتجة من محطات التطهير

في اطار البرنامج الاستثماري الوطني للتصرف الأمثل في الحمأة المنتجة من محطات التطهير و بحث إمكانية احداث مراكز لمعالجة و تثمين الحمأة و استعمالها في المجالين الفلاحي و الصناعي، اشرف السيد البشير عطية كاتب عام الولاية صباح اليوم الأربعاء 26 اوت 2020 على جلسة عمل بمقر الولاية بحضور ممثلي المصالح و الإدارات الجهوية المعنية و حضور ممثلي المصالح المركزية للديوان الوطني للتطهير فضلا عن حضور ممثلي مجمع مكاتب الدراسات المكلف بإنجاز هذا البرنامج الاستثماري في جميع اطواره على امتداد اربع سنوات بما في ذلك المساندة الفنية للأشغال و الاستغلال، خصصت لعرض المشروع و لبحث موقع لإحداث مركز جهوي خاص بولايتي المنستير و المهدية.

و قد اكد السيد كاتب عام الولاية على أهمية المشاريع التي تعنى بالبيئة و تهتم بتثمين النفيات بمختلف مصادرها حماية للمحيط لا سيما برنامج التصرف في الحمأة المنتجة من محطات التطهير و بحث سبل تثمينها وفقا لدراسات معمقة و بحوث علمية.

و أضاف السيد كاتب عام الولاية ان تنفيذ هذا المشروع يستدعي تشريك كل الهياكل و المؤسسات المعنية لوضع خطة عمل و برنامج مشترك يساهم في تثمين الحمأة بصفة آمنة بيئيا و ناجعة اقتصاديا فضلا عن اعداد برنامج بالتوازي للتحسيس و التوعية بأهمية القيمة المضافة لهذا المشروع و مردوديته في مجالي الفلاحة و الصناعة.

و أوضحت السيدة سنية الباهي بوكاد المشرفة على مشروع تثمين الحمأة بالديوان الوطني للتطهير ان هذا البرنامج الاستثماري للتصرف في الحمأة المنتجة من محطات التطهير و التي انطلقت دراساته الممولة من طرف البنك الألماني بقيمة 4 مليون دينار سيساهم في تثمين الحمأة و تحويلها الى سماد يمكن استغلاله في الزراعات الكبرى و في زراعة الأشجار المثمرة او استغلاله كمواد أولية صلبة في المجال الصناعي و خاصة الاسمنت.

و قالت سنية الباهي انه سيتم احداث مجموعة من المراكز لتثمين الحمأة لا سيما بتونس الكبرى و ثلاث مراكز بالوسط منها مركز بولاية سوسة و مركز خاص بالمنستير و المهدية و مركز خاص بولايات القيروان و سيدي بوزيد و القصرين و كذلك احداث ثلاث مراكز بجهة الجنوب، معللة توجه الديوان الوطني للتطهير و سعيه الى تنفيذ هذا البرنامج و المشروع الاستثماري الوطني لتثمين الحمأة المنتجة من محطات التطهير و توزيعها بالمجان على الفلاحة لتطوير الزراعات الكبرى و مضاعفة انتاج الأشجار المثمرة و ذلك بالاستناد الى دراسات علمية معمقة في المجال البيئي و الفلاحي و بالاستناد على تجارب عالمية في هذا المجال.

و بدورها اكدت السيدة تسنيم المنصوري ممثلة مجمع مكاتب الدراسات المكلف بإنجاز هذا البرنامج الاستثماري في جميع اطواره على امتداد اربع سنوات بما في ذلك المساندة الفنية للأشغال و الاستغلال، على ان الدراسات قد انطلقت و ارتكزت في مراحلها الأولى على بحث أراضي من على ملك الدولة الخاص على مساحة تناهز 10 هكتار لإحداث كل مركز تثمين.

و بيّنت ممثلة مجمع مكاتب الدراسات اثناء تقديمها عرضا مدعما بتجارب و نماذج دولية حول مراكز تثمين الحمأة، ان الدراسة التي بصدد اعدادها من قبل مجمع مكاتب الدراسات تعتمد على عدة معايير منها الاقتصادية و الايكولوجية و البيئية و الاجتماعية لا سيما الطاقة التشغيلية التي سيحققها هذا المشروع الوطني علاوة على دراسة طاقة انتاج محطات التطهير و مختلف مراحل التحويل و التثمين و كيفية نقل الحمأة الى غاية مراكز التحويل ثم توزيع منتوج التثمين ( السماد) على الفلاحة.

و قد تفاعل الحضور ممثلي مختلف المصالح و الادارات الجهوية إيجابيا مع البرنامج الاستثماري للتصرف في الحمأة المنتجة من محطات التطهير باعتباره يدخل ضمن خانة المشاريع ذات القيمة المضافة و المثمنة للنفايات بمختلف مصادرها لا سيما تثمين النفايات المنزلية و نفايات مادة المرجين.

و اكد الحضور على ضرورة تشريك مختلف المتدخلين لحسن اختيار موقع المركز الجهوي لولايتي المنستير و المهدية لتثمين الحمأة المنتجة من محطات التطهير، و اقترح الحضور في السياق ذاته بضرورة تعميق الدراسات و النظر في إمكانية استعمال الحمأة المثمنة في مجال صناعة الاجر باعتبار الجهة تعد قطبا في مثل هذه الصناعات.