أحداث عامة أخبار متفرقات

المنستير: مهرجان مصيف الكتاب يقدم “الرواية الشعرية “شنقرارا” لراضية الشهايبي

تواصلت الكتابة الشعرية لرواية “شنقرارا” تقريبا ثماني سنوات، نظرا لصعوبة هذا الصنف الروائي الذي يقتضي الكثير من البحث والتروي، حسب ما صرحت به الكاتبة راضية الشهايبي ل (وات)، على هامش لقاء خصص لتقديم هذه الرواية، نظمته المكتبة الجهوية بالمنستير مساء أمس الجمعة، في اطار الاحتفال بالمهرجان الوطني لمصيف الكتاب.
وبحثت الشهايبي في ذاكرتها لخلق شخصيات روايتها، فكانت شخصية “شنقرارا” أشهر مجنون في الستينات بمدينة القيروان، ليكون بطل الرواية، وهو الذي عرفته منذ طفولتها ليظل عالقا بذهنها، إلى جانب شخصية مها التي تحولت من امرأة عادية إلى امرأة مجنونة ليصبح اسمها أيضا “شنقرارا”، وليرتبط هذا اللقب بشخصيات مهمشة وغير عادية، “والتي قد تكون هي العادية في الحقيقة ونحن الذين لسنا عاديين” حسب الكاتبة.
وأوضحت أن شخصية “شنقرارا” هي أكبر ملهم لها في كتابة روايتها، التي تعرضت فيها لمعاناة الانسان وبصفة خاصة المرأة، ولتسقط فيها بعضا من معاناتها الذاتية رغم أنها ليست رواية سيرة، ولكنه تسرب الذات في الكتابة الشعرية، حسب تعبيرها.
وتعتبر رواية “شنقرارا” حسب الباحث والشاعر محمّد الغزي، من الروايات الحديثة في تونس شكلا ومضمونا، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث اهتمت الرواية في تونس أساسا بالقضايا الاجتماعية والسياسية، في حين تركز راضية الشهايبي على الجوانب الفنية والجمالية في العمل الأدبي، وهو ما يمكن اعتباره من الأشياء الإيجابية جدّا، وفق تقديره.
أما الجامعية والشاعرة رفيقة البحروي، فقد تطرقت الى الحضور القوي لمسألة “التستر” في هذه الرواية “فشنقرارا الرجل كان يتستر بثيابه وشنقرارا المرأة تتستر بالكنش، فكانت الكتابة مسعى الى التستر من ضغوطات الحياة اليومية القاهرة، وبالتالي التستر من الجنون الذي قد يصيبنا نتيجة لتلك الضغوطات”، مضيفة أنّ الكتابة بالصورة الشعرية هي كذلك نوع من التستر بعدم البوح المباشر بجراح هذه المرأة.
وكانت راضية الشهايبي أصدرت أوّل مؤلف لها “ما تسرب من صمتي” سنة 2006، ثم “تراتيل ترحال” سنة 2008، و”المسار الرقمي للروح” سنة 2010، و”كتاب القهوة” سنة 2014 (مترجم إلى الانقليزية وصدر بلندن وإلى الإيطالية وصدر في ايطاليا)، و”أرواح تائهة” سنة 2015، و”شنقرارا” سنة 2016، و”جسد قديم” سنة 2021. وستصدر روايتها القادمة تحت عنوان “شعب المقابر” سنة 2023 حسب المؤلفة.
Peut être une image de une personne ou plus et texte
4