أحداث عامة أخبار متفرقات

الصحة العالمية : اللقاحات ستكون محدودة ويجب استخدامها بشكل استراتيجي

ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه على الرغم من وجود فجوة لا تقل عن 22.9 مليار دولار في تمويل مبادرة (تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19) بالكامل هذا العام، إلا أن التمويل ليس هو التحدي الأبرز، إذ يشكل عدم توفر اللقاحات عائقا كبيرا.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن اللقاحات ستكون موردا محدودا في الوقت الحالي، ولبقية هذا العام، ولذا يجب استخدامها بشكل استراتيجي قدر الإمكان.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الاعتيادي للمنظمة الذي عقد في جنيف أمس الاثنين، ويأتي بعد تعهد زعماء العديد من دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي بتقديم 4.3 مليار دولار كتمويل جديد لدعم التوزيع العادل للقاحات.

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير منظمة الصحة العالمية « إن هذه الأموال تقربنا من هدف تطعيم العاملين الصحيين وكبار السن في جميع البلدان خلال الـ 100 يوم الأولى من العام »… مضيفا « إذا لم تكن هناك لقاحات يمكن شراؤها، فلن يكون للمال أهمية ».

وأشار غيبريسوس إلى أن العديد من دول مجموعة السبع الكبرى التزمت بمشاركة الجرعات مع مرفق « كوفاكس » الذي يعنى بالإتاحة العادلة للقاحات، لكن بعض البلدان ذات الدخل المرتفع تبرم عقودا مع مصنعي اللقاحات تقوض الصفقات التي أبرمها مرفق « كوفاكس »، وتقلل عدد الجرعات التي يمكن لكوفاكس شراؤها، قائلا « حتى لو كانت لدينا الأموال، لا يمكننا تقديم اللقاحات إلى البلدان الفقيرة، إلا إذا تعاونت البلدان ذات الدخل المرتفع عبر احترام الصفقات التي أبرمها « كوفاكس » والصفقات الجديدة التي يقوم بها ».
ومع وجود فجوة في تمويل مبادرة (تـسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19) بالكامل هذا العام، قال غيبريسوس « هذا ليس عملا خيريا، ما لم نقض على الجائحة في كل مكان، لن نقضي عليها في أي مكان، وكلما طالت مدة تفشي الفيروس، زادت فرصة تغيره بطرق قد تجعل اللقاحات أقل فعالية ».

ونبه المدير العام للمنظمة إلى أن من مصلحة جميع البلدان، بما في ذلك البلدان ذات الدخل المرتفع، ضمان أن يكون العاملون في قطاع الصحة وكبار السن وغيرهم من الفئات الأكثر عرضة للخطر، في مقدمة أولويات اللقاحات على مستوى العالم.

من جانبها، أشارت الدكتورة ماري آنجيلا سيماو، المديرة العامة المساعدة لإدارة إتاحة الأدوية واللقاحات والمستحضرات الصيدلانية في المنظمة، إلى أن الأمر استغرق وقتا طويلا مع مرض نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والكثير من الأشخاص توفوا دون داع، ومع كوفيد-19، لا يوجد هذا المتسع من الوقت ولا يمكن الانتظار 10 سنوات كما حدث مع الإيدز للوصول إلى الدول النامية.
ودعت إلى الاستفادة من التجارب السابقة، قائلة « توجد الآن آليات براءات اختراع الأدوية التي وضعت منذ 10 سنوات، وهي طريقة مجربة ومنصفة لضمان أن التراخيص ونقل التكنولوجيا يمكن أن يساعدا في زيادة الوصول إلى الأدوية لمرض نقص المناعة البشرية والملاريا والسل ».

وتمثل مبادرة (تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19) تعاونا عالميا جديدا يعد الأول من نوعه، لتسريع عملية تطوير الاختبارات والعلاجات واللقاحات الخاصة بكوفيد-19 وإنتاجها وإتاحتها على نحو عادل.