أحداث عامة

الشمس ستكون في أضعف نشاط لها منتصف العام المقبل

نجح فريق بحثي من المركز الوطني الأميركي لأبحاث الأغلفة الجوية بالتعاون مع وكالة الفضاء والطيران “ناسا” في بناء نموذج جديد يشرح دورة الشمس بأكبر درجة دقة ممكنة عن طريق تحليل بيانات 140 عاما من النشاط الشمسي.

دورة الشمس
الدورة الشمسية هي تغير النشاط الشمسي مع الزمن، إذ يبدأ ضعيفا ثم يرتفع شيئا فشيئا حتى يصل إلى قمته، ثم ينخفض مرة أخرى، وهكذا دواليك.

يعرف العلماء عن تلك الدورة بتتبع البقع الشمسية، وهي مناطق من سطح الشمس تبدو لنا على الأرض داكنة، لكنها ليست كذلك بالفعل، وإنما هي فقط مناطق تنخفض درجة حرارتها عن درجة حرارة باقي سطح الشمس.

وحينما يكون عدد البقع الشمسية كبيرا، وتكون قريبة الأقطاب فإن هذا يعني نشاطا شمسيا كبيرا، وبعد ذلك تتحرك البقع الشمسية من الأقطاب إلى خط الاستواء، وحينما تكون البقع الشمسية قليلة وقريبة من خط الاستواء فإن ذلك يعني نشاطا شمسيا ضعيفا، مدة الدورة الشمسية 11 سنة.

وجاءت النتائج -التي نشرت 24  جوان الماضي في ورقتين بحثيتين بدوريتي “نيتشر ساينتفك ريبورتس”، و”سولار فيزيكس”- لتقول إن هناك اقترانا بين نقاط لامعة في الهالة الشمسية (الغلاف المحيط بالشمس) وحركة البقع الشمسية من أعلى الشمس إلى منتصفها.

العملاق الساخن
وبحسب الدراسة الجديدة، يعتقد أن تلك النقاط اللامعة في الهالة الشمسية ترتبط بمجالات مغناطيسية تدور حول الشمس كأربطة مطاطية، ثم تسافر مع البقع الشمسية من أقطاب الشمس إلى منتصفها (خط الاستواء).

وحينما تصطدم المجالات المغناطيسية القادمة من الشمال مع تلك القادمة من الجنوب في نهاية الدورة الشمسية يحدث ما يشبه التسونامي الذي يطلق كما كبيرا من البلازما، وهذا الحدث هو ما يبدأ دورة شمسية جديدة.

والبلازما هي حالة رابعة من المادة تختلف عن حالاتها التي نعرفها (الصلبة والسائلة والغازية)، وتحدث تلك الحالة في درجات حرارة عالية جدا، حيث تنفصل الإلكترونات عن الأنوية وتسبح حرة معها، ويعطي ذلك الذرات صفات كهربية ومغناطيسية خاصة جدا هي ما يميز أسطح النجوم كالشمس.

وبحسب تلك البيانات الجديدة، فإن منتصف الدورة الشمسية الحالية وقمة نشاطها كانا في شهر أفريل 2014، ويتوقع أن تنتهي الدورة الشمسية الحالية منتصف عام 2020، وهو الحدث الذي سيبدأ دورة شمسية جديدة (الدورة رقم 25) بعدها بفترة قصيرة.

ويأمل الباحثون أن تفيد تلك البيانات الجديدة في تطوير فهم العلماء لفيزياء الشمس ككل، فرغم أنها أقرب النجوم إلينا فإننا لا نتمكن بعد من فهم آلية عملها بشكل كامل، وكلما تحسن فهمنا للشمس كنا أكثر قدرة على التنبؤ بمستقبل أثرها علينا.

المصدر : الجزيرة نت