عندما يصاب شخص ما بسكتة قلبية يظهر جسده سلسلة من الإشارات التي إذا تعرف عليها في وقت مبكر فإن فرصة بقائه على قيد الحياة سترتفع.
وعلى الرغم من أننا قد نكون عرضة للإصابة بنوبة قلبية في أي لحظة فإن الدراسات الحديثة أشارت إلى أن بعض الاحتفالات مثل عشية عيد الميلاد على وجه الخصوص قد تكون عاملا إضافيا للإصابة بمثل هذه الحالات.
ويعزو الباحثون ذلك إلى “الإجهاد العاطفي”، خاصة لدى من تفوق أعمارهم 75 سنة الذين يعانون بالفعل منأمراض مزمنة، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو فرط كوليسترول الدم، فإذا شعر أحد هؤلاء بألم حاد على مستوى الصدر يتعين عليه طلب الإسعاف فورا.
ومن هذا المنطلق لا بد من أن نحيط علما بالأعراض التي تشير إلى احتمال الإصابة بنوبة قلبية، وذلك وفقا للكاتب روبرتو منديز في تقريره الذي نشرته صحيفة “الإسبانيول” الإسبانية.
ألم الصدر
يعد ألم الصدر أحد أكثر الأعراض شيوعا التي تظهر لدى المرضى عندما يشتبه في إصابتهم بنوبة قلبية أو ذبحة صدرية، وعادة ما يتمثل هذا الإحساس في شعور بالضيق أو ثقل على مستوى عظم القص أو منطقة الصدر المركزية أو اليسرى.
وفي بعض الأحيان يمكن أن ينتقل الألم إلى أماكن أخرى مثل الذراع اليسرى أو الفك أو الظهر، كما يمكن أن يكون مستمرا أو متقطعا، وإذا كان هذا الشعور يتفاقم عند بذل مزيد من الجهد وتتراجع حدته عند الراحة فذلك يدل على إصابتك بمرض القلب.
وإذا رافقت الألم حرقة أو تشنجات فمن المرجح أن يكون هناك مرض آخر يسبب هذه الأعراض.
إلى جانب ذلك، وفي حال تفاقم الوضع أو تحسن مع الحركة أو التنفس فمن غير المرجح أن يكون الأمر عبارة عن نوبة قلبية، لكن في الوقت نفسه لا يمكن استبعاد ذلك.
يذكر أنه لا يمكن ربط كل آلام الصدر بالنوبة القلبية، إذ هناك بعض الأمراض الأخرى التي قد تسبب آلاما مماثلة التي من الضروري استبعادها عند التشخيص، ويمكن أن تكون هذه الأمراض خطيرة، مثل الجلطات الدموية الرئوية، أو تمزق الشريان الأبهر أو حتى التهاب المريء.
التعرق المفرط
إلى جانب آلام الصدر، غالبا ما يظهر لدى المرضى الذين يعانون من نوبة قلبية تعرق شديد وبارد دون سبب، وهذه الحالة يمكن أن تحدث حتى إذا كانت درجات الحرارة منخفضة، وفي الوقت ذاته يصاحب هذا التعرق الشديد شعور بالضيق، وفي بعض الأحيان الشعور بالموت الوشيك.
في المقابل، لا يعد هذا التعرق الشديد العامل الأساسي لتحديد ما إن كانت آلام الصدر ناجمة عن نوبة قلبية أم لا، إذ إن ذلك قد يقدم مؤشرات أخرى تعتمد على الشخص المعني بالأمر وترتبط بالأمراض التي يعاني منها سابقا.
صعوبة في التنفس
الصعوبة في التنفس من الأعراض الأخرى للنوبة القلبية، وذلك بسبب الشعور بالضيق على مستوى الصدر، وعادة ما تتفاقم هذه الحالة كلما ازداد الألم، لكنها قد تحدث أيضا بشكل مفاجئ وفوري.
يذكر أن صعوبة التنفس فقط، أي دون الشعور بألم في الصدر، ليست بالضرورة مرتبطة بالنوبة القلبية، ففي بعض الأحيان إذا كنت تواجه صعوبة في التنفس دون أعراض مصاحبة أخرى فإن من المرجح أن يكون ذلك بسبب أحد أمراض الرئة، مثل نوبة الربو أو التهاب الشعب الهوائية.
يشار إلى أنه في الجلطات الدموية الرئوية، حيث تعيق الخثرات عملية تدفق الدم الشرياني إلى الرئتين يحدث عادة اضطراب تنفسي مفاجئ يصاحبه خفقان وتسارع في معدل دقات القلب، وهو ما يولد ألما شبيها بذاك الذي يرافق النوبة القلبية.
الغثيان والقيء
الغثيان والقيء يعتبران من الأعراض الأقل وضوحا للنوبات القلبية التي غالبا ما تظهر إثر التعرض لألم في الصدر أو التعرق الشديد، ومع ذلك لا يفترض أن القيء فقط -دون أن يسبقه ألم في الصدر- دليل على الإصابة بنوبة قلبية.
ومن الشائع أن ينتابك شعور بالحرقة أو انزعاج على مستوى الصدر بعد التقيؤ وليس قبله، وفي هذه الحالة من المرجح أن يعود السبب في ذلك إلى التهاب المريء بسبب القيء، وبالتالي لا علاقة له بالنوبة القلبية.
وبناء على ذلك فإن من المهم تحديد أي من الأعراض حدثت أولا لمعرفة المرض الذي تعاني منه بشكل صحيح.
خفقان القلب
قد يعود الخفقان فقط إلى أسباب أخرى، حيث يعد اضطراب القلق السبب الأكثر شيوعا لهذه الحالة، لكنه أيضا قد يشير إلى نوبة قلبية.
المصدر الجزيرة