أحداث عامة أخبار متفرقات

تزامنا مع حلول شهر رمضان: “الصوناد” تشرع في سياسية “التقسيط”… وقطع الماء ليلا

“إذا تواصل إنحباس الامطار خلال شهر أفريل القادم فإنّ صيف 2023 سيكون صيف عطش بإمتياز، وذلك بالنظر الى الضغط الكبير على الموارد المائية خاصة في مناطق الوسط والجنوب”، بحسب تقدير الخبير في التنمية والموارد المائية وعضو المرصد التونسي للمياه حسين الرحيلي، مشيرال الى الحكومة التونسية تأخرت كثيرا في إتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الشح المائي.

قطع الماء دون سابق اعلام

وأضاف الرحيلي في تصريح لـ “افريكان مانجر” الجمعة 24 مارس 2023، أنّ الانقطاعات المسجلة لمياه الشرب ببعض مدن الساحل وبإقليم تونس الكبرى لا علاقة لها بالأعطاب الفنية أو أشغال وعمليات اصلاح تابعة للشركة الوطنية لإستغلال وتوزيع المياه، وبين أنّ قطع الماء دون سابق إعلام أو إنذار يُعزى الى الوضعية الصعبة للسدود التونسية، ذلك أنّ سد سيدي سالم والذي يُعدّ أهمّ السدود في المنظومة المائية بتونس يحتوي حاليا على 80 مليون متر مكعب في حين ان طاقة استيعابه الجملة تناهز ال 480 مليون متر مكعب ما يمثل 17 بالمائة فقط.

وانتقد مُحدثنا “التعامل الغير جدي للحكومة مع أزمة المياه… فالازمة هيكلية وليست ظرفية وقد طالبنا في العديد من المناسبات بإعادة النظر في السياسات العمومية المتعلقة بالماء”، وفق تعبيره.

وتابع “نحن اليوم نعيش أزمة مخيفة والحلّ الذي تعتمد “الصوناد” بقطع أو تقسيط الماء لا تتجاوز ان تكون ردة فعل على أزمة تفاقمت حاليا مع تراجع الإيرادات الكافية للمياه الصالحة للشرب”، داعيا الى الإعلان عن حالة الطوارئ المائية و منع الفلاحين من غراسة أي منتوجات مستهلكة للماء ومعدة للتصدير على غرار “الفراز” والدلاع و البطيخ والخص والقرعيات….

وشدد على ان توفير المياه الصالح للشرب يجب ان يكون على رأس اهتمام رئاسة الحكومة.

“الصوناد”… لا أرى… لا أسمع … لا أتكلم

وانتقد حسين الرحيلي طريقة تعامل الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه مع الملف مطالبا المسؤولين بالشركة الى توفير المعلومة اللازمة للمواطنين وتوضيح أسباب القطع.

وتتلقى الصوناد يوميا إتصالات عديدة من المواطنين الذين يشتكون قطع الماء دون سابق اعلام او اشعار، وتقول مصادر مطلعة بالشركة -رفضت الإفصاح عن هويتها-  لـ “افريكان مانجر” إنّ الانقطاعات لا علاقة لها بالاشغال او الاعطاب الفنية وأنّها تتنزل في اطار سياسة تقسيط المياه الذي ينتظر ان يتمّ إعلانها بشكل رسمي في غضون الفترة القليلة القادمة.

هذا، ولم يتسن لـ “افريكان مانجر” الحصول مصدر رسمي من “الصوناد” لتقديم توضيحات بخصوص شروعها في تطبيق سياسة تقسيط المياه من عدمه.

وقد أكد مدير عام مكتب التخطيط  و التوازنات المائية بوزارة الفلاحة حمادي الحبيّب في تصريح اعلامي سابق أنه سيقع تقسيط مياه الشرب في بعض الولايات في فصل الصيف عبر قطع المياه ليلا في إطار استراتيجية وزارة الفلاحة للحفاظ وترشيد استهلاك المياه.

وسيشمل الاجراء المتعلق بتقسيط المياه، الولايات التي تغذى من مياه سدود ولايات الشمال.

وشدد حمادي الحبيّب على أن الوضع المائي في تونس حاليا صعب سيما في ظل ضعف إيرادات السدود، و تراجع مخزونها بحوالي 390 مليون متر مكعب مقارنة بالسنة الماضية.

انخفاض مخزون المياه

وتشهد تونس على غرار بلدان العالم، تغيرات مناخية أدّت إلى ارتفاع درجات الحرارة وشحّ الأمطار مما ادى الى انخفاض منسوب مياه السدود الى أدنى مستوياتها.

وقد سجّلت السدود التونسية البالغ عددها 36 سدّا موزعة على الشمال والوسط والوطن القبلي، انخفاضا في محزونها في المياه وذلك بسبب التغيرات المناخية و وتأخر نزوال الأمطار.

ويبلغ مخزون المياه بالسدود التونسية الى حدود 23 مارس 2023،  734 مليون متر مكعب بنسبة امتلاء لا تتجاوز 31% بكامل سدود البلاد.

 

تونس- افريكان مانجر