نشرت صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن قائمة الأغذية التي لا يجب تناولها في فترات العلاج الدوائي، لأنها قد تغير التركيبة الكيميائية للدواء، أو تجعل الجسم غير قادر على امتصاصه بالشكل المطلوب، ومن أبرز هذه الأغذية هنالك المشروبات الغازية، واللحوم، والأسماك، والجبن والنقانق المجففة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها إن المرضى عندما يتبعون نظاما علاجيا يعتمد على استهلاك العقاقير، فإنهم يسألون أنفسهم حول الوقت المناسب لتناول الجرعات، وما إذا كان ذلك يجب أن يتم قبل الأكل أو أثنائه أو بعده.
وأكدت الصحيفة أن هذه المسألة قد تبدو للبعض غير مهمة، ولكن لها تأثيرات كبيرة على النتيجة النهائية للعلاج، إذ أن هنالك تفاعلات تحدث في المعدة بين الغذاء والدواء، قد تكون لها تبعات خطيرة.
إذ تتعرض الأدوية في بعض الحالات لتغييرات في تركيبتها الكيميائية، عندما تختلط مع بعض أنواع الأغذية، وهو ما يؤدي للحد من فوائدها على الجسم، أو يسبب أضرارا جانبية.
ونقلت الصحيفة عن فريق الباحثين في مركز معلومات الدواء في مقاطعة كاتالونيا الإسبانية، قولهم: “إنه من المهم جدا أن نأخذ في الحسبان التفاعلات التي قد تحدث، ليس فقط مع الأدوية التي يصفها لنا الطبيب، بل أيضا مع تلك التي نشتريها بمفردنا من الصيدلية أو محلات العلاج بالأعشاب، التي تبيع عقاقير لفقدان الوزن أو مكملات من الفيتامينات والمعادن.
وشدد هؤلاء الباحثون على ضرورة إعلام الطبيب والصيدلي بكل شيء نحن بصدد تناوله، حتى يقدموا لنا النصائح اللازمة، ويحذرونا من أي أخطار محتملة.
وذكرت الصحيفة أن توقيت تناول الدواء يختلف حسب نوعه، وقد يكون في بداية أو وسط أو بعد الأكل، وعلى سبيل المثال عندما يطلب الطبيب تناول الدواء على معدة فارغة، فهو يقصد ضرورة تناوله قبل ساعة على الأقل من موعد الأكل، أو بعد مرور ساعتين عليه.
وأوضحت الصحيفة أن هذه النصيحة تقدم لنا لأن هنالك بعض الأدوية التي في حال تناولها عند وجود الأكل في المعدة، قد لا يتم امتصاصها بشكل فعال، وبالتالي تفقد تأثيرها العلاجي.
وقالت الصحيفة إنه في المقابل، إذا نصحنا الطبيب بتناول الدواء أثناء الأكل، فهذا يعني تناوله بالتزامن مع تناول الطعام أو بعد الانتهاء منه مباشرة. وإذا لم نتقيد بهذه النصيحة، وتم أخذ الدواء على معدة فارغة، فإنه من المحتمل أن لا يتم امتصاصه بشكل جيد، وقد نتعرض لآلام المعدة، أو الغثيان أو حتى القيء.
وأوضحت الصحيفة أن هنالك أدوية لا يجب أن تلتقي مع أنواع محددة من الأكل، لذلك يجب الفصل بينهما بمدة ساعتين، لتجنب مشاكل المعدة.
وذكرت الصحيفة أن المسكنات، التي تتميز بفاعلية كبيرة في علاج آلام العضلات والرأس، على غرار عقار إيبوبروفين الذي يباع في عدة أشكال، يجب عدم خلطها مع الكربونات الموجودة في المشروبات الغازية، باعتبار أن هذه المشروبات الحمضية المحتوية على غاز الكربون تزيد من تركيز هذه المسكنات في الدم، وقد تؤدي للتسمم أو تضرر الكلى.
وأضافت الصحيفة أن مضادات الاكتئاب التي يصفها الطبيب لتهدئة المريض، يجب تجنب مزجها مع اللحوم والسمك والجبن والنقانق المجففة، لأن هذه الأدوية عندما تختلط بمادة الثيامين يمكن أن ترفع من ضغط الدم.
كما قالت الصحيفة إن مضادات تخثر الدم، التي يصفها الطبيب لعلاج والوقاية من الجلطات، يمكن أن تختلط بالأطعمة التي تحتوي على فيتامين ك، مثل الكرنب والسبانخ والبروكلي والبقدونس والخس، في هذه الحالة فإن تناول المادتين بشكل متزامن قد يزيد من احتمالات تعرض الشخص للنزيف.
ونبهت الصحيفة أن الأدوية المعدلة للحموضة، التي تقوم بتحييد الحامض الذي تنتجه معدتنا عند الأكل، ينصح بتجنب تناولها بالتزامن مع الأطعمة التي تزعج الجهاز الهضمي، مثل الأطعمة المتبلة والثوم والعصائر الغلال، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي.
وذكرت الصحيفة أن أدوية خفض ضغط الدم، التي يتناولها بعض المرضى بشكل يومي، لأنهم يعانون من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والكلى، يتمثل تأثيرها الأساسي في زيادة كميات البوتاسيوم في الدم، ولكن لتجنب تناول جرعة مفرطة أثناء فترة العلاج، يجب الحد من استهلاك البطاطس والموز والسبانخ والتونا، وهي كلها أطعمة غنية بالبوتاسيوم.
ونبهت الصحيفة إلى خطورة الجمع بين تناول الأدوية التي تخفض من مادة الكولسترول، وتناول الغلال من فئة الحوامض، لأنه في هذه الحالة قد يتعرض المريض لجرعة مفرطة. ويتم وصف هذه الأدوية عادة لمن يعانون من السمنة، أو داء السكري، أو الأمراض القلبية، ولكن إذا تم الجمع بينها وبين الأغذية المشار إليها، مثل البرتقال والليمون، فإن هذا قد يشكل خطرا.
المصدر شاشة نيوز