أحداث عامة أخبار متفرقات

70 بالمائة منها بسبب المخدرات : جرائم العنف والاغتصابات تتفاقم في مجتمعنا وحبوب الهلوسة تدخل على الخط

يعد حصول الجرائم في أي مجتمع امر عادي ولا نقول هو طبيعي لكنها الطبيعة البشرية تلك تركيبة المجتمعات فهناك الخير والشرير .

لكن ما هم غير طبيعي ان تتفاقم الجرائم وتتصاعد بشكل كبير بل ان بعضها صار يحصل لأسباب تبدو تافهة .

فقد ترتكب جريمة من اجل مبلغ بسيط  من المال او من اجل ” نطران” هاتف او قلادة.

ضمن هذا فان تتبع الحوادث مهم وهو عمل اعلامي وصحفي عادي لكن الاهم منه هو عمل المختصين خاصة علماء الاجتماع .

أي ما هو تفسير تفاقم الظاهرة ؟

تحديد الاسباب هو اول شروط معالجتها لكن عندنا للأسف فان المختصين غائبون ومغيبون وهذا في كل المجالات والقطاعات بما في ذلك الاعلام حيث ان الحضور صار لأنصاف الجهلة والجهلة الذين يتحدثون في كل شيء ويفتون في كل شيء بلا خجل ولا تحرج.

عندما كانت تحصل جريمة او حادثة اعتداء في السابق كانت تمثل حدثا صادما لكل المجتمع والسبب ان الرأي العام لم يتعود على مثل هذه الجرائم خاصة التي يحصل فيها استخدام مفرط للعنف والاعتداء او الاغتصاب الذي بات يتعرض له حتى الأطفال والقصر.

ورغم ان الجرائم تحصل في كل المجتمعات الا ان نسقها وطريقتها وحتى أسلوبها ومرتكبوها كلها لم تكن بالكم الذي نشهده الآن حيث بتنا بشكل مستمر نسمع عن حوادث اعتداء وجرائم كثيرة منها لأسباب واهية ومن أجل سلب الضحية هاتف او مبلغ بسيط من المال.

السؤال هنا:هل هذه الوضعية طبيعية. ثم لماذا وصل العنف في مجتمعنا الى هذا الحد؟

رقم مفزع*

وفق الارقام الرسمية فان معدلات الجريمة وخاصة باستعمال العنف والعنف المفرط في تزايد وليست في تناقص وهو مؤشر خطير كون هناك خلل ما يؤدي إلى كل هذا لا يتم التعامل معه بجدية.

الحملات الأمنية مهمة لمنع وقوع الجريمة ولحماية الأبرياء لكن هذه الخطوة لا تمثل الحل لان تدخلات الأمن مهما كانت صارمة فانها لن تغطي كل المجتمع والأماكن.

بالتالي فان الأهم من هذا هو التوجه نحو الأسباب وهي كثيرة.

نتحول هنا للأرقام وفق دراسات أعدت في الغرض:

وفق دراسة أعدتها الجمعية التونسية لعلوم الإجرام فان 70بالمائة من جرائم العنف والاعتداءات اي بما فيها “البراكاجات”تعود للإدمان على المخدرات والكحول اي السكر.

الرقم الموالي يشير كون نصف الموقوفين متورطين في قضايا تعاطي مخدرات .

وفق المؤشرات المتمثلة في نوعية الجرائم التي تكشف وتسجل فان نسبة كبيرة منها يتورط فيها شباب ومراهقين والمعدل في هذا الخصوص في تزايد مستمر.

الأرقام ايضا توضح ان 56بالمائة من المراهقين والشباب يتعاطون “الزطلة” اي الحشيش بينما يؤكد تقرير لإدارة الطب المدرسي والجامعي التابعة لوزارة الصحة ان 61بالمائة من المتمدرسين من الذكور جربوا المخدرات والنسبة عند الاناث تصل الى 40بالمائة.

السؤال هنا:ان كان هذا معدل ونسبة التعاطي عند المتمدرسين فكيف هو عند المنقطعين عن الدراسة .

*وضع خطير

الأمر لم يعد يقتصر على المخدرات العادية أي الزطلة وما يسمى بالقنب الهندي بل انتقلنا الى انواع اخرى منها الكوكايين وهي مواد خطيرة جدا .

اضافة اليها هناك ما صار يعرف بحبوب الهلوسة التي يحمل الاسم مضمونها أي تؤدي بمتعاطيها الى الدخول في حالة لا وعي وخروج عن الواقع وقد يرتكب خلالها جرائم بشعة من دون ان يتفطن الى ذلك ولا يدرك ماذا يفعل ولا ماذا فعل بعد ذلك.

السؤال المحوري هنا هو : كيف تدخل كل هذه الكميات من المخدارت الى بلادنا ؟

لو لم تجد المخدارت طريقا للدخول ما كانت لتصل الى شبابنا والى المؤسسات التعليمية وهي معضلة حقيقية لان المخدرات صارت سوقا لها لوبياتها لكن من هم؟

وزير الداخلية توفيق شرف الدين تحدث في جلسة بالبرلمان وقال انهم يعرفونهم وسيأتون بهم وهي بداية طيبة لكنها تنتظر التفعيل.

المصدر: الجرأة نيوز