طقطقة الأصابع غير مضرة بالصحة، ولكن هذا لا ينطبق على طقطقة الظهر والرقبة، ولكن لماذا؟
بالرغم من أن طقطقة الظهر والرقبة تعطينا شعورا بالراحة خاصة عند سماع ذلك الصوت الصادر من المفاصل وصولا إلى العمود الفقري، فإن ذلك لا ينفي حقيقة أن هذه العادة تضر بصحتنا.
وقالت الدكتورة سيارا كابو المختصة في المعالجة اليدوية من مركز “كابو” لتقويم العمود الفقري والرياضة، إن الطقطقة التي نسمعها ناتجة عن صوت المفاصل عند تعرضها للضغط، وتوجد في المفاصل أماكن تختزن الغازات التي تُحدث عند خروجها فرقعة وضوضاء نطلق عليها عادة اسم “الطقطقة” أو “الفرقعة”.
وأشار الدكتور نوام سادوفنيك المختص في المعالجة اليدوية والمؤسس والرئيس التنفيذي لمركز “كلينيكيوب”، إلى أنه “على الرغم من أن طقطقة الأصابع تعتبر أمرا مقبولا فإن القيام بها على الظهر والرقبة ينطوي على مخاطر وتعقيدات، لأسباب لا علاقة لها بالغازات الموجودة في المفاصل”.
وطقطقة الظهر والرقبة لا تشبه ممارسات بسيطة على غرار التخلص من البثور في وجهك أو العبث بأنفك. فوفقا لمعظم العلماء، تعتبر الطقطقة أمرا أسوأ من هذه العادات.
وأوضحت الدكتورة كابو أنه “عندما ما يقوم الأشخاص عادة بطقطقة الظهر أو الرقبة، فإنهم يتلاعبون بشكل عشوائي بالعضلات المحيطة بالعمود الفقري ويجهدونها حتى يتمكنوا من القيام بذلك. ويمكن أن يُعرّض هذا النشاط الأنسجة العضلية للخطر، الأمر الذي ينتج عنه ألم في المفاصل ويقلل من نطاق الحركة”، وفقا لتقرير نشر على موقع “ويل أند غود”.
ويمكن أن تتسبب طقطقة الرقبة في فرقعة الأوتار وتهيج المفاصل المصابة بالالتهاب. وبينما أكدت الدكتورة كابو أن الطقطقة لا تسبب التهاب المفاصل، أشار الدكتور هايد إلى أنه يمكن لهذا النوع من الممارسات التسبب في تهيج المفاصل المصابة بالالتهاب، واتخاذ المفاصل لموضع غير مريح ومؤلم. أما إذا كنت تعاني من انزلاق غضروفي، فإن محاولة فرقعة المفاصل يمكن أن تجعل حالتك الصحية أسوأ.
ويضيف الدكتور هايد أنه على المدى الطويل قد ترتبط الفرقعة الروتينية للرقبة أو الظهر بارتخاء المفصل الذي يُعرف أيضا باسم “فرط الحركة”، مما يجعل المفاصل عرضة للإصابة.
شعور جيد
وفي تفسيره للشعور الجيد الذي تمنحنا إياه هذه الممارسة رغم خطورتها، قال الدكتور هايد إنه عند طقطقة رقبتك وظهرك يفرز الجسم مادة الإندروفين، وهي مسكن طبيعي للألم.
في المقابل، شبهت المتخصصة في المعالجة اليدوية مارينا مانجانو تأثير طقطقة المفاصل بتأثير العلاج الوهمي، حيث “يجعلك الصوت الناتج عن الطقطقة تشعر بأنك أرحت جسمك، لكن هذه الراحة التي تشعر بها ليست حقيقية”.
ما الذي يجب عليك القيام به؟
وفقا للدكتور هايد، إذا كنت تطقطق مفاصل رقبتك وظهرك بين الحين والآخر ربما لا تحتاج إلى تلقي علاج من قبل مختص في هذا المجال. لكن إذا كنت لا تتوقف عن القيام بذلك، ولا تشعر بالرضا أبدا، أو إذا كنت تعاني من إزعاج في منطقة الرقبة والظهر، فيجب عليك مراجعة مختص في المعالجة اليدوية.
من جهته، حذر الدكتور سادوفنيك من أن ذلك قد يكون “مؤشرا على عدم تناسق المفاصل أو نتيجة توتر عضلي حاد أو انخفاض في نطاق حركة المفاصل، أو حدوث شيء خطير”. ويمتلك المختص في المعالجة اليدوية التدريبات والمهارات اللازمة لمعرفة كيفية التعامل بشكل صحيح مع المفاصل، وهو قادر على إعطائك بعض الراحة الدائمة.
أما الاستعانة بشخص غير خبير لطقطقة ظهرك فتعتبر فكرة سيئة. وفي هذا السياق، أشارت الدكتورة مانجانو إلى أنه “إذا حاول شخص غير متدرب طقطقة ظهرك، قد يقوم بدفع أو سحب أو ثني ظهرك بشدة، مما قد يسبب تمزقا في العضلات أو الأوتار”، فلا تدع أصدقاءك يقومون بطقطقة ظهرك، وحاول البحث عن خبراء في هذا الشأن لمساعدتك على القيام بذلك.
المصدر الجزيرة