سيعمل ارتفاع الحرارة على الأرض على تفقير وتجويع ملايين الأشخاص في إفريقيا إذا لم تتحرك الحكومات بشكل سريع، ذلك ما أشارت إليه “اوكسفام الدولية” وهي كنفدرالية دولية تتكون من 19 منظمة تعمل معا لمقاومة الفقر مع شركاء محليين في أكثر من 90 بلدا (https://www.oxfam.org).
“وفي حال ارتفاع الدرجات الإجمالية للحرارة بأكثر من درجتين قبل نهاية القرن الحالي وفي أفق سنة 2050 فان معدل الحرارة خلال النهار يمكن أن يصل في شمال إفريقيا وأيضا في الشرق الأوسط مستوى 46 درجة، خلال اشد أيام السنة حرارة، ومن المحتمل أن تكون هذه الوضعية قاتلة”.
ويأتي ذلك كردة فعل ل”أوكسفام الدولية” على تقرير، أصدرته الإثنين، الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة لمنظمة الامم المتحدة (www.ipcc.ch/report/sr15 ).
وأعلن “ابولوس نوافور” مدير “بان أفريكا” لبرنامج “أوكسفام الدولية “إن التغيرات المناخية تحرق كوكبنا” وان ملايين الاشخاص يحسون بذلك ولم تظهر الهيئة الحكومية الاممية سوى ان الوضعية ستتدهور اكثر. وتعتبر زيادة درجات الحرارة بدرجتين بمثابة الحكم بالموت بالنسبة للسكان في عديد المناطق في افريقيا. “وكلّما أسرعت الحكومات بتبني الطاقة المتجددة وتحركت لحماية المجتمعات المعرضة للخطر، كلما امكن انقاذ الارواح وحماية الاشخاص، زاد عدد الأرواح وسبل العيش التي يتم إنقاذها”.
“إن إرتفاع درجات الحرارة في إفريقيا يعني إفريقيا أكثر جوعًا. واليوم مع زيادة فقط ب1،1 درجة بسبب الاحتباس الحراري، تتعرض المحاصيل والماشية في جميع أنحاء المنطقة إلى هذه الصدمة كما أن الجوع يزداد، مع صغار المزارعين من النساء اللاتي يعشن في المناطق الريفية واللاتي يعانين أكثر من غيرهن. سيصبح الأمر أسوأ من الآن فصاعدًا”.
وتدعو منظمة أوكسفام إلى تمويل مناخي متزايد ومسؤول وخاضع للمساءلة من البلدان الغنية، التي تدعم صغار المزارعين، وخاصة النساء منهم لتحقيق حقهم في الأمن الغذائي والعدالة المناخية.
“وبالرغم من أن الوقت قصير يجب رفض الحلول الكاذبة على غرار الاستثمارات القائمة على الأراضي واسعة النطاق، التي تعني طرد صغار الفلاحين من أراضيهم لإفساح المجال للزراعة الكربونية والتركيز بدلاً من ذلك على وقف استخدامنا للوقود الأحفوري، بدءًا من وضع حد لبناء محطات جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية من الفحم في جميع أنحاء العالم.”
ومن المرجح ان تكون افريقيا قد سجلت يوم 5 جويلية 2018 أعلى درجة حرارة في مدينة ورقلة، شمال الجزائر حيث بلغت 51،3 درجة مئوية.
يوجد براهين متزايدة تدل على أن ارتفاع درجات الحرارة المرتبطة بتغير المناخ أدى إلى تفاقم الجفاف والكوارث الإنسانية في شرق إفريقيا، بما في ذلك الجفاف، الذي اجتاح في 2017 والذي خلف أكثر من 13 مليون شخص جائع بشكل خطير.
المصدر اكسبرس فم