أحداث عامة أخبار

كمامات تباع في الصيدليات غير مطابقة للمواصفات

كشف تحقيق استقصائي أجرته الصحفية خولة بوكريم وانتجته ”شبكة أريج”، ونشرته ، أن الكمامات التي تباع في الصيدليات غير مطابقة للمواصفات التي وضعتها وزارة الصناعة.

وعاينت معدة التحقيق، 3 كمامات اشترتها من صيدلية، وبدت من الخارج مطابقة جزئيا للمواصفات التي أعلنت عليها وزارة الصناعة في بلاغ لها. وقد جاء فيه أن كل كمامة يجب أن تكون مغلفة بكيس بلاستيكي، يحمل ملصقا فيه اسم الشركة المصنعة والرمز الوحيد الخاص بتقرير المطابقة والتعريف بالمنتج “كمامة واقية معدة للاستعمال غير الطبي” وتركيبة مكونات الكمامة ومدة الاستعمال اليومي القصوى: 4 ساعات، وطريقة العناية بالمنتج بعد كل استعمال والعدد الأقصى لعمليات الغسيل المخوّلة.

لكن لم تكن تحمل سوى ملصق فيه عنوان الشركة المصنعة ورقم هاتفها. وأكّد فهمي سكري، وهو صاحب شركة مصنعة للكمامات (شركة “كاميليا”) أن تلك العينات غير مطابقة للمواصفات من حيث طريقة تصنيعها، وأنه بصدد تقديم شكوى في خصوصها للمركز الفني للنسيج، المسؤول عن إعطاء شهادات المطابقة للمعايير في ما يخص صنع الكمامات.
واللافت أن تلك الكمامات تباع في صيدلية موجودة على بضع أمتار من مقر الصيدلية المركزية التونسية، دون أن تحرك هذه الأخيرة ساكنا. واستنكر فهمي سكري ذلك قائلا: “هذه الكمامات غير مطابقة للمواصفات وأنا أشك في حصولها على شهادة المطابقة من المركز الفني للنسيج. يكفي مقارنتها مع الكمامات التي نصنعها. من غير المعقول أن تزاحمني شركة مصنعة لا تحترم المواصفات وتبيع منتجاتها في الصيدليات الموجودة في نفس المنطقة التي توجد بها شركتي (منطقة المنزه وسط العاصمة). لذلك فقد قدمنا شكوى في الغرض للمركز.”

وفي المقابل، أكّد المدير العام للمركز الفني للنسيج، سليم جموسي، لمعدة التحقيق، أن “مهمة المركز تقف عند منح شهادات تطابق عينات الكمامات مع المواصفات من عدمها”، مبيّنا أنه وعلى الرغم من تلقيه عديد الشكاوى في هذا الخصوص، إلا أنه لا يملك سلطة رقابية على المصنعين ولا على البائعين من صيدليات ومحلات تجارية.

وأشار الجموسي إلى أن “على المُصنِّع أن يقدم عينات من الكمامات التي يرغب في تصنيعها حتى يتم تحليلها في مخابر المركز وتتم معاينة مدى تطابقها مع كراس الشروط. ويكون الردّ إما بتسليم تقرير مطابقة للمواصفات أو عدم مطابقة، وفي الحالة الثانية، من المفروض أنه يمنع من التصنيع”، على حد قوله.

كما عاينت معدة التحقيق، يوم 26 ماي الماضي، بيع الكمامات في 5 صيدليات أخرى في وسط العاصمة، وذلك في كل من ألان سافاري والبلفيدير وشارع الحرية، ونهج فلسطين. ووثقت بيع كمامات غير مغلفة بأكياس بلاستيكية يتم لمسها دون وقاية اليدين من قبل العاملين بالصيدليات، وأخرى مغلفة لكن دون ملصقات ولا يوجد عليها اسم المُصنِّع ولا رقم شهادة المطابقة ولا عنوان المصنع أو هاتفه. علاوة على ذلك، لاحظت معدة التحقيق أن هناك كمامات متعددة الإستعمالات تباع ب 2300 مليم أي بسعر أعلى من الثمن المحدد من وزارة التجارة ب 1850 مليم الواحدة.

المصدر: المنبر التونسي