تحتفل منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمى للصحة النفسية 2018، أو كما يعرف بـ”اليوم العالمى للصحة العقلية”، وقد أطلقت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، شعارًا لهذا العام هو “الشباب والصحة النفسية فى عالم آخذ في التغيّر”.
وقالت منظمة الصحة العالمية، في تقريرها هذا العام، “إن فترة المراهقة والسنوات الأولى من سن الرشد هما مرحلتان عمريتان تطرأ فيهما العديد من التغييرات على حياة الفرد، من قبيل تغيير المدرسة وترك المنزل واستهلال الدراسة في الجامعة أو مزاولة عمل جديد، وهى أوقات مثيرة بالنسبة إلى الكثيرين، ولكنها يمكن أن تكون أيضاً أوقاتاً عصيبة يشوبها التوتر والتوجّس”.
وأضافت “ويمكن أن تسفر هذه المشاعر ببعض الحالات التي لا يتسنّى فيها الكشف عنها وتدبيرها علاجياً عن الإصابة باعتلال نفسي، كما يمكن أن يعانى الفرد من ضغوط إضافية ناجمة عن التوسّع في استخدام التكنولوجيات الإلكترونية، وإن عادت في الوقت نفسه بفوائد لا شكّ فيها، وذلك في ظل زيادة إمكانية التوصيل بالشبكات الافتراضية بصرف النظر عن الوقت، سواء كان ليلاً أم نهاراً، وهناك العديد من المراهقين الذين يعيشون أيضاً في مناطق متضرّرة بالطوارئ الإنسانية، مثل النزاعات والكوارث الطبيعية والأوبئة، ويتعرّض تحديداً الشباب الذين يعيشون في هذه الحالات للإصابة باضطرابات واعتلالات نفسية”.
نصف الاعتلالات النفسية إجمالاً تبدأ في سن 14 عاماً
وتابعت “تبدأ نصف الاعتلالات النفسية إجمالاً فى سن 14 عاماً، إلا أن هذه الحالات لا يُكشف عنها ولا تُعالج في معظمها. وفيما يتعلق بعبء المرض فيما بين صفوف المراهقين، فإن الاكتئاب هو ثالث سبب رئيسى للإصابة به، ومن ثم يأتى الانتحار بوصفه السبب الرئيسى الثاني للوفاة فيما بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً، أمّا تعاطي الكحول على نحو ضار وترويج المخدّرات بشكل غير مشروع فيما بين المراهقين فهما من كبرى المشاكل التي تعانى منها بلدان كثيرة، ويمكن أن يسفرا عن اتّباع سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مثل ممارسة الجنس غير الآمن أو القيادة المتهوّرة، وتثير أيضاً الاضطرابات الطارئة على عادات الأكل الانشغال فى هذا المضمار”.
تزايد الاعتراف بأهمية بناء القدرة على الصمود بوجه المشاكل النفسية
وأشارت إلى أنه “من حسن الحظ أن الاعتراف متزايد بأهمية مساعدة الشباب فى بناء القدرة على الصمود بوجه المشاكل النفسية منذ نعومة أظفارهم من أجل التكيّف مع ما يُواجه من تحديات فى عالم اليوم، وثمة بيّنات متزايدة على أن تعزيز صحة المراهق وحمايتها لا يعودان بمنافع على صحة المراهق نفسه فى الأجلين القصير والطويل فحسب، بل أيضاً على الجوانب الاقتصادية والمجتمع، بالتلازم مع تمكين الشباب الأصحاء من الإسهام بقدر أكبر فى سوق القوى العاملة وفى تحقيق صالح أسرهم ومجتمعاتهم المحلية والمجتمع ككل”.
تحسين الفهم هو أساس الوقاية
واستطردت “يمكن إنجاز الكثير من العمل لمساعدة المراهقين والشباب فى بناء القدرة على الصمود بوجه المشاكل النفسية منذ سن مبكرة، وذلك للحيلولة دون إصابتهم باضطرابات واعتلالات نفسية وتدبيرها علاجياً والتعافى منها، وتبدأ الوقاية من هذه الاعتلالات عند الوقوف على البوادر والأعراض المُنذرة بالإصابة بها فى وقت مبكّر وفهم هذه البوادر والأعراض”.
وأوضحت أنه “بإمكان الوالدين والمعلمين مد يد العون إلى الأطفال والمراهقين فى اكتساب المهارات الحياتية التى تساعدهم على التكيّف مع ما يواجهونه يومياً من تحديات فى المنزل والمدرسة، ويمكن تقديم الدعم النفسى الاجتماعى فى المدارس وغيرها من أماكن تواجد المجتمعات المحلية، وتزويد العاملين الصحيين بطبيعة الحال بتدريب يمكّنهم من الكشف عن اضطرابات الصحة النفسية وتدبيرها علاجياً، أو تحسين هذا التدريب أو توسيع نطاقه”.
وأكدت أنه “لا غنى عن توظيف الاستثمارات من جانب الحكومات وإشراك قطاعات كل من المجتمع والصحة والتعليم فى تنفيذ برامج شاملة ومتكاملة ومسندة بالبيّنات ومعنية بصحة الشباب النفسية. وينبغى ربط هذه الاستثمارات ببرامج أخرى معنية بإذكاء الوعى فيما بين المراهقين والشباب بشأن سبل عنايتهم بصحتهم النفسية ومساعدة الأقران والوالدين والمعلمين على معرفة السبل الكفيلة بدعم أصدقائهم وأطفالهم وطلابهم، وهو الموضوع الذى يتمحور حوله اليوم العالمى للصحة النفسية فى هذا العام”.
المصدر اليوم السابع