اعتبر رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، عبد المجيد الزار أنه من ”قمّة العبث” أن تقر وزارة التجارة تعديل السوق عبر توريد عدد من المنتجات الفلاحية في الوقت الذي توجد فيه المنتجات المحلية بشكل وافر قادر على تغطية حاجات السوق الى جانب المخزونات التعديلية من عدة مواد.
واستنكر الزار تغييب الاتحاد عن اللجنة الوطنية الخاصة بتزويد السوق وتكوين المخزونات التعديلية لشهر رمضان هذه السنة، التي تم إرساؤها، لدرس الحاجة من مختلف عمليات التزويد.
وتساءل عن الأطراف المستفيدة من التوريد واعتبره تساؤلا وجيها ”يضع براءة هذا القرار في الميزان” خاصة وان وزارة التجارة ”تعمل بشكل انفرادي” ولا تهتم برأي المهنيين و”تخلت عن دورها الوطني في حماية الاقتصاد ومنظومات الانتاج”.
واستغرب رئيس المنظمة الفلاحية نية الوزارة توريد 3 آلاف طن من البطاطا من مصر بقيمة 550 دولار للطن، أي بقيمة 1650 دينار للكيلوغرام الواحد (البطاطا مادة مسعرة ما بين 900 مليم و1100 مليم للكغ)، رغم توفر انتاج، حاليا، بحجم 25 الف طن من البطاطا البدرية، من اجمالي انتاج مقدر ب50 ألف طن، وتوقع توفر كميات من البطاطا الفصلية ابتداء من العشرية الثانية من ماي 2019 (تقديرات تصل الى 220 الف طن لمجمل الانتاج) ذلك الى جانب مخزون تعديلي يناهز 2000 طن.
وذكر ان وزارة التجارة قامت بتوريد نحو 5 آلاف طن من البطاطا في 2018 لم تدخل السوق لأن وزارة الفلاحة منعت ذلك في إطار آلية “الحجر الصحي” بسبب اصابتها بامراض وتعفنات لكن “تم تسويق هذه المادة في نهاية المطاف باسعار دنيا (200 مليم) حسب ما نقلته بعض المصادر”.
وزارة التجارة تساهم أيضا في تكبيد مربي الدواجن خسائر كبرى
اعتبر أن وزارة التجارة تسهم، أيضا، في تكبيد مربي الدواجن خسائر كبرى بسبب الانهيار المتوقع في الاسعار “لإفراطها في توريد بيض التفقيس” (1،750 مليون بيضة من ديسمبر 2018 الى فيفري 2019). وتابع أنه “في الوقت، الذي كان من المفترض ان تفكر فيه وزارة التجارة في خطة للمحافظة على استقرار منظومة الدواجن تفاجئنا بتوقيعها على اتفاقية لتوريد لحوم الدواجن من امريكا لمزيد إغراق السوق وتدمير منظومة الانتاج”.
اضافة الى ذلك يتم سنويا توريد ما يزيد عن 5000 طن من الديك الرومي من البرازيل، التي تعتمد على البروتيين الحيواني، في اعلاف الدواجن” رغم توفر انتاج وطني شهري يناهز 6000 طن ومخزون تعديلي بحجم 1322 طن مقابل استهلاك شهري وطني في حدود 5500 طن.
وتحدث رئيس المنظمة عن نية توريد اللحوم الحمراء ”خدمة للوبيات التوريد” بحجم 2000 طن من لحوم الأبقار المبردة و140 طنا من لحم الضأن من أمريكا. ”الأبعد من مسألة التوريد هي وجهات التوريد، التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي لا تنطبق مع مواصفاتها الصحية (تونس خاصة وانه يتم حقن هذه اللحوم بالهرمونات وهو ما يتسبب حسب الدراسات في اصابة الانسان بمرض السرطان”.
وبخصوص الحليب أفاد الزار أن وزارة التجارة تقوم ب”استشارات لتوريد الحليب ب2000 مليم للتر اي دعم الفلاح الاجنبي ب880 مليما عن كل لتر، هذا مقابل مخزون استراتيجي يقدر حاليا ب29،343 مليون لتر من الحليب”.
المصدر نسمة