عرفت معتمدية سيدي بوعلي من ولاية سوسة طيلة العقود الماضية بأنها منطقة فلاحية بإمتياز تعتمد خاصة على إنتاج مادة البطاطا.
و على مساحة 952 هكتارا، تمتد مناطق سقوية لزراعة الخضروات تم تخصيص 500 هكتار منها لإنتاج البطاطا مما جعل الجهة تحقق إكتفاءها الذاتي بل أكثر من ذلك تحقق فائضا في الإنتاج إلى حدود سنة 2013، لتتحول في السنوات الأخيرة إلى منطقة تعاني من ندرة الإنتاج جراء شح المياه التي يتزود بها المجمع المائي بسيدي بوعلي من سد نبهانة اضافة الى غلاء البذور الامر الذي دفع الفلاحين إلى العزوف عن تعاطي النشاط الفلاحي .
موزاييك تحدثت مع جديدي عمار أحد الفلاحين بالجهة الذي اشتكى من سعر بذور البطاطا قائلا’ السعر تضاعف حوالي ثلاث مرات بعد الثورة من 1200 إلى 3200 دينار الطن الواحد ، علاوة على ارتفاع ثمن تكلفة زراعة البطاطا في جميع مراحلها إلى حدود قطفها من ألفي دينار إلى 6 آلاف دينار .
و بخصوص مردودية البطاطا بين الأمس و اليوم، أكد الجديدي أنها تدهورت بشكل كبير إذ كان الطن الواحد من بذور البطاطا ينتج حوالي 16 طنا ليتراجع الى 6 أطنان ، مرجعا هذا الاشكال بالأساس إلى ندرة و شح المياه وفق قوله .
كما تحولنا إلى مخزن تبريد البطاطا و هو غير بعيد عن وسط المدينة تم تأسيسه في التسعينات بتكلفة بلغت 100 مليون دينار وكان يحتل المرتبة الثانية في الساحل بعد المنستير بسعة ألف و 200 طن لتصبح كمية البطاطا المخزنة فيه خلال السنوات الأخيرة لا تتجاوز 120 طنا .
التقينا نوال بوعلي مديرة المجمع المائي بسيدي بوعلي للوقوف على مشكل قلة المياه حيث أفادت بأن المناطق السقوية كانت تزود فيما مضى بأكثر من 2 مليون و 500 متر مكعب من سد نبهانة سنويا ، اما خلال سنتي 2018و 2019 كان نصيب سيدي بوعلي من المياه لا يتجاوز 790 ألف متر مكعب .
و أضافت محدثتنا أن السد تم إهماله و تراكمت فيه الرواسب إلى درجة أن طاقة الخزن تراجعت من 80 مليون متر مكعب إلى النصف .
لم يختلف راي عبد العزيز زلامة(فلاح) عن مديرة المجمع المائي و قال إن نقص مردود المياه بمنطقة سيدي بوعلي أضر بالفلاح و بات يهدد مورد رزقه، لافتا في هذا السياق إلى أن العديد من فلاحي المنطقة اضطروا الى تغيير أنشطتهم إلى التجارة و غيرها .
رئيس بلدية سيدي بوعلي ابراهيم بوبكر أحد الفلاحين بسيدي بوعلي أثار بدوره مشكل نقص المياه و قال انه في اطار تعويض هذا النقص من سد نبهانة إلتجأت وزارة الفلاحة إلى حفر الآبار العميقة التي يصل عمقها إلى 350 مترا و رصدت الدولة لذلك 800 الف دينار .
و أضاف انه تم حفر بئرين إلا أن صبيبهما كان ضعيفا للغاية و لا يفي بالحاجة مما أدى إلى التراجع الكلي عن مواصلة المشروع بأكمله، لافتا إلى أن السلطة المحلية متجهة إلى إختيار مكان آخر بعد القيام بدراسة معمقة حتى تكون النتائج أفضل.
و باتصالنا بالمدير العام للمنافسة و الأبحاث الإقتصادية بوزارة التجارة ياسر بن خليفة أكد أنه تم تسجيل نقص حاد في إنتاج البطاطا يتراوح بين 30 و 40 الف طن و ذلك بحكم تقلص المساحات المزروعة بسبب عزوف الفلاحين على زراعة هذه المادة نظرا لارتفاع أسعار البذور و الأسمدة .
و تابع خليفة أن الدولة التونسية قامت بإستيراد 10 آلاف طن من تركيا على دفعتين خلال السنة الحالية .
و كشف خليفة أن الدولة التونسية عقدت صفقة مع مزود هولاندي لاستيراد 10 آلاف طن من البطاطا ستزود بها الاسواق التونسية الايام القادمة
المصدر: موزاييك اف ام
الساحلTV
