نظمت جمعية البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة، اليوم الخميس 06 جويلية 2023، يوما إعلاميا لتقديم مشروع “المحافظة على المناطق الرطبة وتثمينها بموقع سبخة حلق المنزل ووادي السد” التابع لكل من بلديتي هرقلة وسيدي بوعلي.
وكان هذا اليوم الإعلامي مناسبة للقاء كافة المتداخلين في هذا المشروع، من ممثلين عن قسمي التاريخ والجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة وعن معهد العلوم الفلاحية بشط مريم ودائرة الغابات بمندوبية الفلاحة بسوسة وكذلك عن بلديتي هرقلة وسيدي بوعلي وبحضور ممثلة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (UICN-Med)، تمّ خلاله فتح باب النقاش حول تفاصيل المشروع وأهدافه.
ويندرج هذا المشروع ضمن برنامج المبادرات الصغرى لمنظمات المجتمع المدني بشمال إفريقيا في مرحلته الثالثة (PPI-OSCAN3) بدعم من الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (UICN-Med).
وهذا البرنامج عبارة عن مبادرة لدعم المنظمات المحلية الفتية بشمال إفريقيا في مجال حماية البيئة.
وقد انطلق مشروع “المحافظة على المناطق الرطبة وتثمينها بمنطقة سبخة حلق المنزل ووادي السد” منذ فيفري 2023 وسيستمر إلى غاية سبتمبر 2024 ويستهدف بالدراسة الطيور المهاجرة والغطاء النباتي ونوعية المياه بالموقع.
ويسعى الفاعلون في هذا المشروع إلى المحافظة على التنوع البيولوجي ومقاومة التلوث بالمنطقتين الرطبتين وتحسيس السياسيين ومتساكني كل من هرقلة وسيدي بوعلي بأهمية الموقع من ناحية الثراء البيولوجي وتثمين الموارد الطبيعية وأخذ القرارات الممكنة لحمايته تماشيا مع الاتفاقيات الدولية وتحقيقا لأهداف التنمية المستدامة.
ويرتكز المشروع على 4 محاور كبرى تتمثل في المحافظة على هذا الموقع وتهيئته إضافة إلى التكوين والتحسيس بأهمية المناطق الرطبة للمحافظة على التنوع البيولوجي وكذلك تطوير أنشطة السياحة الإيكولوجية.
وقد تم إعلان سبخة حلق المنزل كمنطقة طبيعية ذات أهمية من قبل الحكومة التونسية سنة 1987 فيما تمّ تسجيل الموقع في قائمة المناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية في إطار الاتفاقية الدولية للمناطق الرطبة الممضاة في رامسار (إيران) في 2 فيفري من سنة 2012 وذلك من أجل التشجيع على المحافظة والحماية والاستغلال الحكيم للمناطق الرطبة في العالم.
وتعدّ سبخة حلق المنزل ووادي السد إرثا طبيعيا عالميا ومن أهم المناطق الرطبة بجهة الساحل التونسي.
ويقع الموقعان جنوب معتمدية هرقلة وشرق مدينة سيدي بوعلي ويبتعدان عن شمال غرب مدينة سوسة بنحو 25كم.
وتقدر مساحة سبخة حلق المنزل بـ 1450هكتارا ويمكن أن تمتد الى 2050 هكتارا في حالات المدّ، وهي ذات عمق يتراوح بين 0.5 م و1متر.
ومن أهم التهديدات والاشكاليات التي تعاني منها المنطقة إلى جانب التغيرات المناخية والظواهر البيئية نجد مشكل تلوث المحيط على مستوى السوائل وكذلك تكدّس الفضلات الصناعية وفواضل البناء.
ومن الإشكاليات الكبرى أيضا ظاهرة التوسع العمراني والصيد العشوائي بالمنطقة.
وترمي جمعية البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة على مدى بعيد إلى إعداد مخطط تصرف مندمج لمنطقة سبخة حلق المنزل ووادي السد وخلق علامة إيكولوجية لمنطقتي هرقلة وسيدي بوعلي.
أما على مدى قريب ومن الأهداف الخاصة التي تطمح الجمعية لتحقيقها:
– المحافظة على المنطقتين الرطبتين من خلال أنشطة تهيئة مناسبة.
– التعريف بأهمية المنطقة الرطبة من الناحية الايكولوجية والتراثية ومن خلال البحث الميداني العلمي لمحيطها.
– تثمين الموارد الطبيعية من خلال عدد من الأنشطة التحسيسية والتوعوية والتربوية وتثمين السياحة الإيكولوجية وستكون هذه الأنشطة موجهة لمتساكني هرقلة وسيدي بوعلي.
-خلق مسلك سياحي ايكولوجي لإبراز مخزون التراث الثقافي والطبيعي للموقع وتوثيق كل ما هو بيولوجي ومناطق أثرية.
– تحسين مثال المحافظة على المنطقة.
– المحافظة على النظام البيئي والمناطق الرطبة.
من النتائج المرجوة لهذا المشروع:
– تحسيس السلطات المحلية ومتساكني المنطقتين بأهمية الموقع.
– تحديد نقاط الملك العمومي البحري والملك العمومي للمياه.
– إعداد مخطط تهيئة حضري لحماية الموقع من الزحف العمراني.
– تهذيب 4000 متر مربع وتشجيرها.
– ادماج المنطقتين الرطبتين في مخطط التنمية للنهوض بالسياحة الإيكولوجية والأنشطة المرتبطة بتثمين الموارد (منتجات الأدراج الفلاحية والحرفية).
– تهيئة البنية التحتية للمنطقتين.
يشار إلى أنّ جمعية البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة قد تأسست في 12 ديسمبر 2002 من طرف الرئيس المؤسس حمادي الملولي.
وتهدف الجمعية إلى:
انجاز بحوث ودراسات حول تاريخ وتراث مدينة سوسة
توثيق كل ما يتعلق بالتاريخ والعمل على نشره.
التوعية والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي.
السعي إلى تجذير روح المواطنة والاعتزاز بالهوية الوطنية المدنية وايصال المعرفة إلى الناشئة.
تبادل الأنشطة مع الجمعيات ذات الأهداف المماثلة بداخل البلاد وخارجها.
وسائل تحقيق الأهداف:
تأطير وبعث مشاريع ختم الدروس النهائية لطلبة الجامعات في مجال التراث الطبيعي والثقافي.
إقامة زيارات إلى المواقع الأثرية والمناطق التاريخية وكل ماله علاقة بالتراث .
تنظيم ندوات علمية ثقافية.
وضع المراجع والمخطوطات والنصوص والوثائق والآثار المادية واللامادية بحسب الطلب على ذمة الطلبة والباحثين.
knoozfm