أحداث عامة

سوسة: “اوسو” على الأبواب وهذه هي حكايته

أكد المندوب الجهوي للثقافة، الشاذلي عزابو، يوم الأربعاء لـمصدر إعلامي أن الاستعدادات على قدم وساق لإنجاح كرنفال “أوسو” الذي يعتبر تاريخيا من أكثر الكرنفالات الغائرة في القدم بمنطقة المتوسّط.

ويتزامن عادة كرنفال “أوسو” مع عيد الجمهورية يوم 25 جويلية من كل عام وتسبقه بليلة تظاهرة الشماريخ بعد عودتها السنة الماضية عقب غياب طويل ومنذ 2011.
ويستعدّ أهالي سوسة وزائريها لهذا المهرجان الأسطوري فيما يتمسك البعض باطلاق تسمية “بابا اوسو” على هذا المهرجان في علاقة بالأسطورة التي توارثتها الذاكرة الشعبية في سوسة حيث أن “أوسو” هو كنية إلاه البحر في هذه المنطقة الساحلية الذي يدعى “أغسطس”.
وحسب هذه الأسطورة يزور “أوسو” شواطئ سوسة  في هذه الفترة من كل عام ويُعتقد أنها تصبح أكثر صحية خاصة للأطفال وكبار السن.
ويتم تجسيم “بابا أوسو” من خلال تركيز تمثال رجل وسيم ملتحي ذي شعر طويل على كورنيش بوجعفر خلال فترة أوسو عادة.
وتعتبر ترنيمة “بابا أوسو نحيلي الداء اللي نحسو” من أكثر العبارات ترديدا بهذه المناسبة والتي كان يستخدمها القدماء في هذه الجهة عند السباحة في هذه الفترة وعلى امتداد 7 أيام، اعتقادا منهم انها ستجلب لهم الشفاء في فترة أوسو.
و يحدّد خبراء الأرصدة الجوية فترة أوسو من 25 جويلية إلى 2 أوت من كل عام ، فيما يستبشر الفلاحون عادة بأمطار أوسو اعتقادا منهم أنها ستكون مؤشر خير بالنسبة لزراعة الزيتون.
وبحسب مؤرخين، يعتبر كرنفال “أوسو” من أقدم الكرنفالات في العالم ويمتد لحضارات متعاقبة ولأكثر من 3 آلاف عام ومنذ الحقبة الفينيقية. وكان هذا الكرنفال يقام على شرف إلاه البحر “اغسطس”.
ورغم تعاقب الحضارات على هذه المدينة الساحلية التي سماها الفينيقيون “حضرموت” والبيزنطيون “جوستينيا” والمسلمون “سوسة”، لم يفقد هذا الكرنفال بريقه في سوسة ليظل قائما ومتجددا بفضل تشبّث الذاكرة الشعبية وتمسك “الباقون” به حتى وإن خذله “العابرون”.

المصدر جوهرة فم