أحداث عامة

سنويا :10 آلاف محاولة في تونس من أجل طفل

 10 آلاف محاولة للإنجاب يقوم بها المتزوجون سنويّا في تونس بواسطة طفل الأنبوب، لتحقيق حلم واحد ألا وهو الظفر بطفل بعد سنوات طويلة من الانتظار…

طفل الأنبوب أحد طرق الاعانة الطبية على الانجاب والأكثر رواجا اليوم في تونس… تكاليفها باهضة خاصة في ظل الغلاء المتواصل لمعيشة التونسي، حيث تقدّر تكلفة العملية الواحدة لطفل الأنبوب بين 3 و5 ألاف دينار وتتضاعف التكاليف بتكرار المحاولات عند الفشل. فالبعض يلجأ للحصول على ”سلفة” للمبلغ المطلوب أو حتى طلب قرض بنكي فيما يضطر بعض الازواج لاعادة المحاولة بعد 3 أو 4 سنوات وهو ما يقلّص حظوظ المرأة في الحمل خاصة بتقدم السن .

ماهي ”الإعانة الطبية على الإنجاب” وماهي مراحلها والمنتفعين بها وتكلفتها، فريق موزاييك أعد هذا الريبورتاج مع عديد الأطراف المتدخّلة لتسليط الضوء على عالم الإنجاب الطبيّ الذي يشهد إقبالا كبيرا في الفترة الأخيرة بنسبة تطور في بعض المراكز بين 10 و15 بالمائة سنويا.

عائدات مالية كبيرة لهذه المراكز…

تمكنت احدى المصحات المختصة في الاعانة الطبية على الانجاب بالقيام باكثر من 3000 تدخّل في السنة بالنسبة لطفل الأنبوب فقط وهو ما يعني حوالي 7 مليون دينار، تكلفة جملية لهذه العمليات دون احتساب الازواج الذين يعيدون نفس العملية أكثر من مرتين أو ثلاثة في السنة.

أما بالنسبة للتلقيح المباشر أو الزرع المنوي فعدد التدخلات يتراوح بين 300 و500 عملية في السنة وتكلفة التدخل الواحد باحتساب الأدوية والحقن تتراوح بين 500 و ألف دينار، حسب وضعية الأم.

استغلال أمل الأزواج في الانجاب.. للابتزاز ؟

في حديثنا مع طبيب مقرب من هذا المجال أكّد أنّ نسبة ضئيلة من الأطباء الذين يوهمون الأزواج بتمكينهم من الانجاب دون الوصول إلى نتيجة وذلك مثلا عبر حقنة معينة يتم إعطاؤها للمرأة وتحتوي على نفس مكونات الحمل (Molécule de Grossesse) لكنها تختفي بعد أيام وبمرور الوقت يتم إيهام الأم أنّها أجهضت (Fausse Couche) وذلك لدفع الأزواج لإعادة المحاولة عديد المرات.

ما هي الإعانة الطبية على الإنجاب؟

هي تدخلات طبيّة مدروسة لمساعدة الأزواج على الإنجاب بطرق تقنية بعد فشل كلّ المحاولات بصفة طبيعية. وانتشرت الإعانة الطبية على الإنجاب في بلادنا منذ سنة 1993 ، وبقيت لمدة سنوات في انتظار قانون ينظمها وتم فتح العشرات من المراكز المتخصصة بعضها عمومية وأخرى خاصّة.

ما هي الأسباب ؟

مشاكل العقم عند الرجل والمرأة متنوعة ومختلفة وتشمل زوجين من 5 أزواج في تونس، وتكون ثلث هذه المشاكل متأتية من الرجل وثلثها من المرأة والثلث الباقي من الاثنين:

وتنحصر المشاكل غالبا عند الرجل: في ضعف عدد أو حركية أو حتى تركيبة الحيوان المنويّ أو تكون الأمراض التناسلية من أهم أسباب العقم.

أما عند المرأة فيمكن تحديدها في انسداد القنوات الناتج عن أمراض تناسلية أو مشاكل على مستوى عنق الرحم أو عند التبييض (عدم انتهاء نمو البويضات)، إلى جانب ما يعرف بـ’البطانة المهاجرة’ التي لم يقع تحديد أسبابها بعد.

وأكّدت مصادر طبية أنّ 20% من حالات العقم عند الأزواج لا يقع تحديد أسبابها حيث يكون الزوج والزوجة سليمين وقادرين على الإنجاب لكنهما لا يتمكنان من ذلك، وهو ما يسمّى بـstérilité inexpliqué.

ويتمّ عادة التوجّه إلى الإعانة الطبية للإنجاب بعد القيام بالفحوصات اللازمة وتشخيص أسباب العقم عند الزوجين، وتكون من  خلال طريقتين: التلقيح المباشر أو طفل الأنبوب.

التلقيح المباشر

أما بالنسبة للتلقيح المباشر فيتم تحضير الزوجة بإعطائها أدوية خاصة لتحسين عملية نمو البويضات قبل التلقيح. وتبلغ تكاليف هذه العمليّة حوالي الألف دينار (500د تكاليف المصحة والمخبر والطبيب و500د أدوية).

ويقع تكرار هذه الطريقة بين 3 و4 مرات في حال فشل التلقيح ويمكن أن تصل إلى 6 مرّات وتبلغ نسبة النجاح من خلال هذه الطريقة بين 12 و14%. وفي حال عدم نجاح هذه الطريقة أو عدم إمكانية القيام بها يلجأ الزوجان إلى الطريقة الثانية.

طفل الأنبوب

هذه الطريقة تتمثل في تلقيح البويضة في المخبر وليس في رحم المرأة ، ويتم إعطاؤها هرمونات إضافية لتكوين ما بين 6 و15 بويضة عوضا عن بويضة واحدة أو 2 في الحالة الطبيعية.

ويتم فيما بعد سحب هذه البويضات ونقلها إلى المخبر للقيام بتلقيحها بالسائل المنوي للزوج، ولا يمكن إجراء هذه العملية إلا مرتين أو 3 على أقصى تقدير سنويّا. وتتراوح نسب نجاح هذه الطريقة بين 35 و40%، فيما تبلغ تكلفتها بين 3 و5 آلاف دينار أو حتى أكثر في بعض الحالات.

صندوق التأمين على المرض

ولا يتكفل صندوق التأمين على المرض إلا بمصاريف الأدوية خلال هذه العملية مع وضع شروط تتمثل في :

–   عدم تجاوز سنّ الأربعين سنة

–  أزواج لم يرزقوا بأطفال سابقا

–  ثبوت ضرورة الالتجاء إلى الإعانة الطبية في الإنجاب

وحسب مصادر طبية فانّ “الكنام” كانت تتكفّل بمصاريف 4 محاولات ولكلّ الأدوية، لكنها أصبحت تتكفل بـمحاولتين فقط أو ثلاث على أقصى تقدير مع توفير جزء من الأدوية (بين 20 و25 حقنة من إجمالي 30).

وأمام تواصل نجاح الإطار الطبي في تونس في الإعانة الطبية على الإنجاب، والذي يعتبر اليوم كفاءة عالية على المستوى الافريقي والعربي والنتائج الإيجابية المسجلّة، أصبحت تونس قبلة للعديد من الجنسيات الأجنبية للخضوع لهذا التدخل، خاصّة من الجزائريين والليبيين ومؤخرا من عديد دول إفريقيا جنوب الصحراء.

المصدر موزاييك