أحداث عامة أخبار متفرقات

دور الشباب بسوسة: فضاءات عمومية بمواصفات عالمية

تلعب دُور الشباب دورا مهما في تأطير واحتضان الشباب، وتوعيتهم من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، وهي موجودة في جل مناطق الجمهورية، الا أنها لا يمكن أن تستوعب كل الشباب بالنظر الى الإقبال الهائل على هذه المؤسسات.

وعلى الرغم من أن عديد التقارير والتحقيقات الصحفية أشارت إلى تراجع قيمة المؤسسات الشبابية، نتيجة لضعف الميزانية المخصصة للقطاع بصفة عامة، إضافة إلى ضعف الدعم المخصص لهذه المؤسسات و النقص الفادح في عدد الإطارات بمؤسسات الشباب، الا أنه هناك دور شباب لازالت تستقطب عديد الشرائح العمرية وتبعدهم عن منصات التواصل الاجتماعي ومالها من تأثير على سلوكياتهم.
وتزامنا مع العطلة الصيفية تنطلق رحلة بحث الأولياء عن مراكز ومؤسسات شبابية عمومية لتأطير أبنائهم وابراز مواهبهم وملء أوقات فراغهم بعيدا عن الألعاب الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. أردنا من خلال هذا التقرير أن نسلط الضوء على بعض دور الشباب والأنشطة التي تقوم بيها خلال العطلة الصيفية وعطلة نهاية الأسبوع.
المركب الشبابي بسوسة بمواصفات عالية
تضم ولاية سوسة 23 مؤسسة شبابية ناشطة في جميع المعتمديات تعمل على توفير خدمات محترمة للشباب، وفق الامكانيات المتاحة. يوفر المركب الشبابي بسوسة، العديد من الأنشطة الشبابية والثقافية والرياضية والتربوية حيث يحتضن 6 جمعيات رياضية مختصة في الرياضة الدفاعية، بالإضافة الى العمل على بعث نوادي لكرة القدم وكرة السلة، وتستقبل هذه النوادي الأطفال من 5 سنوات فما فوق. كما تنشط بالمركب 10 نوادي مختصة كنادي راديو واب و تلفزة واب ونادي القراءات ونادي الروبوتيك و الرقص والرسم والبراعات والجمباز و رمي القوس و البيئة موجهة للفئة العمرية 15 سنة فما فوق.
وبالإضافة الى نوادي الاختصاص هناك 4 نوادي للأولياء لممارسة الغناء ونادي الايروبيك. وينتفع بخدمات هذه المؤسسة حوالي 700 منخرط في النوادي الرياضية وتقريبا 400 شاب في نوادي الاختصاص.
ولا يقتصر دور المؤسسة العمومية على توفير النوادي بل تؤمن على مدار السنة وخاصة خلال فصل الصيف الإعاشة والمبيت للشباب من مختلف ولايات الجمهورية، في اطار برامج وزارة الشباب والرياضة في الأنشطة الصيفية من مصائف ورحلات وغيره حيث يستقبل المركب الشبابي بسوسة يوميا أكثر من 300 شاب، بالإضافة الى مخيم كشفي يستفيد منه الشباب المحب للتخييم والشباب الكشفي.
المركب الشبابي سهلول، برامج شبابية متنوعة
يوفر المركب الشبابي سهلول عديد النوادي: راديو واب، نادي المواطنة والمسرح والروبوتيك ونادي الرحلات ونادي التعبير الجسماني والجمباز وكرة السلة ينخرط فيها حوالي 800 شاب، بفضل مجموعة من الأساتذة الأكفاء. كما يحتوي على فضاء رياضي مجهز في حدود 8 قاعات بالإضافة الى قاعة لاحتضان المؤتمرات والاجتماعات. وتعمل هذه المؤسسة الشبابية، بنظام 7/7 لتوفر خدماتها للشباب الذي تستهويه الانشطة ، حماية لهم من مخاطر الانحراف، خاصة وأنه بجوار مدرسة اعدادية ومكتبة عمومية وقاعة مغطاة.
بدوره يشهد المركب اقبالا كبيرا خلال فصل الصيف حيث يوفر السكن بطاقة استيعاب في حدود 70 شخصا بأسعار رمزية وبمواصفات عالية، بالإضافة الى الإعاشة.
دار الشباب المسعدين تستقطب شبابا مبدعا
تزخر دار الشباب المسعدين بطاقات شبابية كبرى حيث تضم المؤسسة 6 نوادي بين قارة ومناسباتية، منها نادي البراعات والفنون والإعلامية وكرة القدم وكرة السلة، بالإضافة الى نادي الإعلام والذي يمثل القلب النابض لدار الشباب فهو نواة شبابية قارة نشطة تغطي لا أنشطة دار الشباب فحسب بل الانشطة الخارجية والتي تقوم بيها مندوبية الشباب والرياضة.
وتعمل هذه النوادي بإمكانيات محدودة وصعوبات لوجيستية ومادية، لم تكن عائقا أمام إرادة الشباب والأساتذة المنشطين، ورغبتهم في العمل على تطوير الأنشطة الشبابية وتنويع البرامج وبناء مجتمع يؤمن بقيمة المواطنة. كما تعمل النوادي على تأمين النجاعة المثلى والأهداف المرجوة من هذه المؤسسات العمومية، من خلال احتضان أكثر ما يمكن من الشباب وصقل مواهبهم وتوجيههم لإبراز طاقاتهم.
شراكات مع المجتمع المدني لضمان ديمومة المؤسسات العمومية
تؤمن دار الشباب حي الزهور من ولاية سوسة مجموعة من النوادي على غرار نادي الفنون التشكيلية ونادي الرحلات ونادي الاعلامية ونادي التثقيف الصحي ونادي التعبير الجسماني ونادي “زومبا”و نادي المسرح وصحافة المواطنة بالإضافة الى النوادي الرياضية.
الا أن هذه النوادي متوقفة بسبب أشغال التهيئة ومن المنتظر أن تستأنف نشاطها خلال جوان الحالي لتفتح أبوابها مجددا أما الشباب واحتضانهم للنشاط في حلة جديدة لهذه المؤسسة العمومية.
وقد شملت الأشغال التي انجزت بالشراكة مع منظمة معا والوكالة الامريكية للتنمية الدولية بتونس، وبإشراف من وزارة الشباب والرياضة، التهيئة العامة للمؤسسة وقاعة للاجتماعات بالإضافة الى الأثاث وتجهيزات اعلامية، ذات جودة عالية، كما تمت تهيئة القاعة الرياضية وتجهيزها بمعدات رياضية متطورة.
وتطمح المؤسسة الشبابية من خلال هذا التجديد الى مضاعفة عدد المنخرطين والبالغ عددهم حاليا حوالي 150 منخرطا.
كما تمّ رصد مبلغ قدره 450 ألف دينار في اطار اعتماد برنامج وظيفي للوزارة لتهيئة الملعب والسور الخارجي. و رغم عديد النقائص اللوجستية والمادية، الا أن دور الشباب مازالت تضطلع بدور مهم وأساسي في تأطير الشباب وابراز مواهبهم، بأسعار رمزية تتماشى مع ميزانية العائلات التونسية.

Jawhara FM