اعتبر الخبير في الشأن الاقتصادي عز الدين سعيدان في تصريح لـ“آخر خبر أونلاين” اعلان اخراج تونس الجمعة 18 أكتوبر 2019 من القائمة السوداء جيد جدا، مؤكدا ضرورة أن تكثف تونس جهودها حتى لا تعود الى هذه القائمة التي أضرت كثيرا بمصالح البلاد.
وقال سعيدان “لكن للأسف لن نستفيد كثيرا من خروج تونس من القائمة المذكورة الان نظرا للأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة جدا التي تمر بها ويبقى ذلك في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة حتى يرى شركاء تونس في العالم ان ستكون هذه الحكومة قوية قادرة على الدخول الفعلي في الاصلاحات الكبرى أم لا“.
وأوضح أن خروج تونس من القائمة رهين الاوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد اولا ورهين تشكيل الحكومة القادمة وتركيبتها، مشددا على ضرورة الدخول في اصلاحات سريعة وجذرية حتى لا تعود تونس الى نفس الاطار الذي وضعت فيه.
في ذات السياق، أكد أيضا الخبير الاقتصادي والمالي حسين الديماسي، أن اعلان خروج تونس من القائمة السوداء مفرح وهام جدا باعتبار ان تونس عانت من ذلك سيما ان ادراجها في مثل تلك القائمات مس من صورة تونس الخارجية على مستوى المبادلات والاستثمارات الخارجية، ملاحظا في نفس الوقت اخراج تونس من القائمة المذكور وغير كافي الى أن يتحسن وضع الاقتصاد الوطني.
وشدد على ضرورة اتباع السياسة تمكن من استرجاع الاقتصاد الوطني للوضع الذي كان عليها في العشرية السابقة مبرزا أن تحسن الاقتصاد رهين تحسن نسبة النمو وأن تبقى الصورة ظاهرية فقط.
وأكد ضرورة أن تسترجع البلاد صورتها على مستوى الخارجية، ملاحظا تراجع المبادلات الخارجية بشكل كبير جدا خاصة من حيث النقص المسجل على مستوى الصادرات الوطنية والهبوط الكبير في انتاج المحروقات (النفط الخام والغاز الطبيعي).
ولفت الى أن هبوط تونس على مستوى المنافسة الخارجية كان بسبب الارتفاع الكبير خلال السنوات الاخيرة في كلفة الانتاج سواء بالسنة للأجور أو المحروقات والطاقة أو نسق نسبة الفائدة أو الاداءات مما مس من الصادرات الوطنية، مضيفا أن الهبوط الكبير في الانتاجية ناتج عن عدم الانضباط في العمل في المؤسسات
وتابع “سياستنا بصورة عامة والسياسة الاقتصادية والاجتماعية مبنية على امور تختلف تماما عن الاهداف الاساسية لتحسين الاقتصاد واعادته الى نسقه السابق“، ملاحظا وجود خطاب مخيف هذه الايام مبني على الشعبوية من مختلف الأحزاب التي ستأثر بشكل كبير على الاقتصاد الوطني مما قد يساعد الشعب على مزيد الكسل والتقاعس في العمل.