أحداث عامة أخبار متفرقات

جحيم مراكز الترحيل في إيطاليا: تونسيون عرضة لشتى الانتهاكات

م تتقبّل سعاد الكحلاوي (56 سنة) قرار السلط الإيطالية بإعادة ترحيلها إلى تونس، بعد أن عانت الأمرّين في رحلة محفوفة بالمخاطر على أحد “قوارب الموت” من أجل أن تبلغ ضفاف القارة الأوروبية، لتضع حدًا لحياتها إثر احتجازها من قبل السلط الإيطالية بأحد مراكز الترحيل قصد إعادتها لتونس.

“نموت ومانرجعش”، هكذا كانت تردّد سعاد على مسمع المسؤولين بالمركز والمحتجزين معها، ولم يكن أحد يتوقّع أنها كانت تعني ما تقول، لتقدم في غفلة من الجميع على إلقاء نفسها من الطابق الثالث من مركز إيواء، وإنهاء حياتها.

لم تحتمل المهاجرة غير النظامية فكرة إعادة ترحيلها إلى بلد هربت منه بعد أن ضاقت بها السبل. خيرت في الأخير الموت في بلد آخر طالما لم يسعها العيش فيه.

تعاني سعاد من اضطرابات نفسية، لم تشفع لها لدى السلط الإيطالية التي عوض أن تحيلها إلى مستشفى لمتابعة وضعيتها الصحية، نقلتها بمجرد وصولها إلى ضفاف “لمبيدوزا” –إثر انتهاء فترة الحجر الصحي- إلى مركز مغلق للترحيل بـ”أكريجنتو” (مدينة إيطالية تقع على الساحل الجنوبي لصقلية) دون تمكينها من تناول دوائها، رغم حملها وثائق تدلّ عن كونها مريضة نفسيًا، وفق ما أكده عماد السلطاني، رئيس جمعية “الأرض للجميع” التي تُعنى بـشؤون المهاجرين غير النظاميين والدفاع عن حقوقهم.

“حرموها من دوائها فدخلت في حالة هستيرية، ثم تم تبليغها بأنه سيقع ترحيلها قسريًا إلى تونس، فألقت بنفسها من نافذة بالطابق الثالث بمركز الإيواء وتوفيت”، هكذا حدث السلطاني “الترا تونس”، مضيفًا: “قبل أن تكون مهاجرة غير نظامية، هي حالة إنسانية، وكان من العادل أن تعامل معاملة إنسانية ويقع إيواؤها في مصحة للأمراض النفسية”.

وحمّل رئيس جمعية “الأرض للجميع” مسؤولية وفاة سعاد للبعثة الدبلوماسية التونسية في إيطاليا -وبالخصوص القنصل والملحق الاجتماعي-، “لأن من واجبها متابعة وضعية المهاجرين غير النظاميين أو على الأقل سماعهم، وفق تقديره.

ويعاني المهاجرون غير النظاميين، وخاصة منهم التونسيون بالتحديد، من انتهاكات ومعاملات وصفها حقوقيون بـ”التمييزية” و”العنصرية”، أمام صمت السلط التونسية التي أعطت الضوء الأخضر للسلط الإيطالية للقيام بممارسات منتهكة لحقوق الإنسان وللمواثيق الدولية على مرأى من الجميع.

يقول السلطاني: “المهاجر غير النظامي الحامل للجنسية التونسية يعامل بكل أشكال العنصرية. ليس هناك أيّ أدنى احترام للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، إذ يقع احتجاز النساء والأطفال والقصّر في مراكز الترحيل، دون توفير أي متابعة صحية، ولا تقديم أكل صالح لهم رغم وضوح الاتفاقيات الدولية في حظر ذلك”.

ULtra TUNIS