تصريح غير متوقّع و صادم لرئيس الحكومة هشام المشيشي مساء أمس في حوار على قناة فرنس 24 أين ربط المشيشي بين الهجرة و المهاجرين الغير شرعيين و الإرهاب، معبرا في نفس الوقت عن استعداد تونس لقبول ترحيل أبنائها الموجودين بشكل غير قانوني على الأراضي الفرنسيّة و الذّين يتبنّون خطابا متطرفا.
تصريح أثار مساء أمس موجة من الغضب من قبل عدد كبير من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي لما فيه من عدم مسؤولية تجاه فئة معيّنة من التونسيين الذّين و على الأغلب كانوا ينتظرون و يأملون أن تكون زيارة رئيس حكومتهم لفرنسا و إيطاليا، التي ألغيت، نتيجتها إيجاد حلول لفائدتهم و تسويّة وضعيّة البعض منهم على الأقل …و لكن رئيس حكومتهم يبدو انّه اصطفّ مع اليمين الفرنسي المتطرف ضدّ أبناء شعبه، الذّين و للأسف لو لا الفقر و الخصاصة و البطالة و انعدام الأمل و انسداد الأفق في بلادهم و لو لا فساد الحال لما كانوا ركبوا قوارب الموت تجاه دول الغرب.
و لسائل أن يسأل اليوم ماذا سيعاني هؤلاء ممّن يعيشون بالظّلام في هذه العواصم الأوروبية هل ستزداد ظلتمها شدّة و قتامة بعد أن أصبحوا مرتبطين جزما بالارهاب؟
من جانب آخر فإن فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية لم تجد بعد الحرب العالمية الثانية إلا سواعد شباب افريقيا والمغرب العربي خاصة لإعادة بناء اقتصادها المنهار و إعادة إعمارها وتهيئة بنيتها التحتية بالشكل التي أصبحت عليه اليوم.. كل هذا يقتضي منطقيا أن تقبل هذه الدول اليوم ببعض الجوانب السلبية للهجرة ..
القليل فقط من المسؤولية و الحكمة حتى لا نقول الحنكة السّياسية يا رئيس حكومة كلّ التونسيين…
المصدر : تونس الرقمية
