أحداث عامة

تخوفا من تكرار سيناريو بلديتيْ المرسى ورواد.. مشروع “Sousse mall” يثير حالة احتقان في القلعة الكبرى

مع اقتراب افتتاح المشروع التجاري الضخم “Sousse mall” الواقع على تخوم مدينة القلعة الكبرى من الضفة الشرقية، كثر الهرج والمرج والتهبت صفحات التواصل الاجتماعي حول مسألة تموقع هذا المشروع جغرافيا وإداريا، وبالتالي تحديد الأولويات في عملية الانتداب خصوصا أن أبناء القلعة الكبرى يعوّلون كثيرا على هذا المشروع لاستقطاب عدد هام من العاطلين عن العمل التي تعج بهم المنطقة. 

الشرارة الأولى انطلقت مع رواج عرض تشغيل صادر عن مكتب التشغيل بحمام سوسة ويتعلق بانتداب أعوان حراسة للمركز التجاري “Sousse mall” حيث تم ترويج عبر صفحات التواصل الاجتماعي وثيقتين متطابقتين في المحتوى ظاهريا لكن مع اختلاف جوهري على مستوى مقر الانتداب، الأولى تم التنصيص فيها على أن مقر المركز التجاري هو المنطقة الصناعية بأكودة، وهو ما أثار حفيظة مواطني القلعة الكبرى، والثانية صادرة عن معتمدية القلعة الكبرى وتحمل ختمها وتم التنصيص فيها على أن مركز الانتداب هو المنطقة الصناعية بالقلعة الكبرى!!

خطأ مطبعي.. 

وفي اتصال مع حقائق اون لاين أكد معتمد القلعة الكبرى محمد السبوعي أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد خطإ مطبعي ولا يمكن “بأي حال من الأحوال أن يتحول مقر مركز تجاري من مدينة القلعة الكبرى إلى مدينة مدينة أكودة لمجرد خطإ مطبعي!”.

وأكد معتمد القلعة الكبرى أن مصالح المعتمدية قامت بالاتصال بمكتب التشغيل بحمام سوسة وتم اعلامه بضرورة إصلاح هذا الخطإ في أسرع الآجال حتى يتم وضع حد لحالة الغموض والاضطراب التي سادت في المنطقة مشيرا الى أنه “في غياب مكتب تشغيل بالمنطقة بادرت المعتمدية بتمكين المترشحين من ايداع ملفاتهم لدى مصالحها حتى تجنبهم عناء التنقل الى حمام سوسة”.

وفي رده عن تواتر الحديث حول إلحاق مشروع “Sousse mall” الكائن ترابيا بمنطقة القلعة الكبرى بالمنطقة الصناعية بأكودة أو حمام سوسة، استغرب، رئيس بلدية القلعة الكبرى سالم الوراجيني، انتشار هذه “الإشاعات” على حد قوله، مؤكدا أن رخصة انجاز هذا المشروع تم تسليمها من قبل بلدية القلعة وأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد خطإ مطبعي سيتم تلافيه في أقرب الآجال. وأكد محدثنا انه لا حاجة لنا لتهويل مثل هذه الامور.

وللتذكير فان مشروع “Sousse mall” الذي تم اعطاء اشارة انطلاقه من قبل رئيس المهورية الباجي قائد السبسي يوم 4 اكتوبر 2017، يمتد على أكثر من 13 هكتارا بطاقة تشغيلية تقارب 2500 عونا وسيضم مركزا تجاريا ومراكز ترفيهية للأطفال وسلسة للمقاهي والمطاعم ويأمل المشرفون عليه أن يقدم نقلة نوعية بهذه المنطقة.

 

لا للتهميش…

 

هذه الحادثة التي  شبهها البعض بتلك التي وقعت بين بلديتي رواد والمرسى والتي انتهت في أروقة المحاكم تندرج في واقع الأمر ضمن حملة فايسبوكية كبيرة يقوم بها أبناء المنطقة من المواطنين العاديين ومن نشطاء المجتمع المدني للضغط على المسؤولين والسلطات المحلية ودعوتهم الى اتخاذ مواقف حازمة تجاه السلط الجهوية التي تسعى حسب تعبيرهم الى “استهداف” مدينة القلعة الكبرى و”تقزيمها” بشتى الطرق.

 

ولعل حرمان هذه المدينة المترامية الأطراف والتي يفوق عدد سكانها 60 ألف نسمة تقريبا من العديد من الخدمات الادارية مثل “steg” و”cnam” و”cnss” ومكتب تشغيل وغيرها من الخدمات زاد في حالة الاحتقان داخلها، وحدا بالمواطنين الى التعبير عن استيائهم الشديد تجاه حالة التجاهل والتهميش التي تعانيها هذه المنطقة، ودعا البعض الى وقفات احتجاجية امام البلدية صباح اليوم للتعبير عن تنديدهم بمثل هذه الممارسات والدفاع عن حق مدينتهم المهضوم.

المصدر حقائق اونلاين