أحداث عامة

المهدية : امرأة إيطالية تختطف طفلها من والده التونسي في الشابة!

قضية الحال فيها الكثير من الغموض والألم والحيرة.. غموض يلفّ أطوارها.. وألم يعصف بأطرافها وحيرة تسيطر على نفوس جميع متساكني معتمدية الشابة من ولاية المهدية وخاصة بين أفراد عائلة القابسي.. والانتظار ظلّ سيد الموقف ولكن إلى متى الانتظار…؟ وإلى متى ستظلّ هذه الحادثة تشغل بال الأهالي وخاصة عائلة الطفل وتظل قلوبهم تخفق في انتظار معلومة قد تقود إلى كشف الحقيقة.. حقيقة مصير الطفل عصام القابسي..
اهتزت مدينة الشابة نهاية الأسبوع الفارط على خبر اختطاف طفل يدعى عصام بن محمد القابسي يبلغ من العمر حوالي ستة اعوام، على يد والدته الايطالية من روضة اطفال ثم الفرار به الى وجهة مجهولة في انتظار تهريبه الى ايطاليا، وقد تلقت مصالح دائرة الأمن الوطني بالشابة بلاغا في الغرض فيما لم يتسن الى حد كتابة هذه الأسطر معرفة مكان تخفي الأم وابنها في ظل صدور منشور تفتيش في حق الطفل وتوزيعه على مختلف النقاط الحدودية التونسية واستحالة تهريبه عبر البحر بسبب سوء الاحوال الجوية.
رفض الاستقرار بتونس
تقول عمة الطفل إن شقيقها محمد هاجر الى ايطاليا، حيث عمل في القطاع البحري طيلة نحو ثلاثين سنة، ثم تعرف على فتاة ايطالية تدعى كرستينيا وتزوجها فأنجبت له يوم 24 جانفي 2013 طفلا اطلق عليه اسم عصام، وبعد نحو عامين قرر محمد العودة الى تونس وبعث مشروع بحري تمهيدا للعودة النهائية والاستقرار في وطنه وانهاء سنوات الغربة والبعد عن العائلة.
حل المهاجر التونسي محمد القابسي عام 2015 بتونس وتحول الى مسقط رأسه الشابة رفقة زوجته وابنهما حيث بقوا فترة ثم عاد محمد وزوجته الى ايطاليا لاقتناء مركب صيد واستخراج وثائقه فيما بقي الابن عصام لدى عمته، وفي جويلية من نفس العام انهى المرحلة الاولى من عملية تسوية وثائق المركب ثم أبحر نحو تونس وأرسى بميناء بنزرت، وانطلق في المرحلة الثانية من التسوية الا ان مصالح الصيد البحري لم يسلموه ترخيصا لممارسة النشاط البحري في تونس.
هذا القرار تقبله محمد بصدمة وهو الذي تعلق ببلاده وأراد أن يستثمر فيها، فيما بدا التململ يظهر على الزوجة الايطالية، حتى بدأت الخلافات تدب بين الزوجين، وبلغت اشدها عندما طالبت الزوجة بالعودة الى ايطاليا والاستقرار هناك، وهو ما رفضه محمد جملة وتفصيلا، ليخيرها في النهاية بين البقاء معه او العودة بمفردها الى بلدها.
الاختطاف..
تقول عمته:»ان الزوجة عادت الى ايطاليا فيما ظل ابنها معي، وبقيت على اتصال بنا وتزورنا من حين الى آخر، وصادف ان تورط اخي في قضية كيدية فطلبت زوجته من ابنها خلال احدى الزيارات مرافقتها الى ايطاليا الا انه رفض لشدة تعلقه بي وبوالده، وقد تفطنا حينها الى انها كانت تخطط لـ«الحرقان» به فأفشلنا مخططها بطريقة ديبلوماسية..»دون اظهار تفطننا للأمر. الى ان وقعت الحادثة..-تتابع العمة-: «في حدود الساعة الثانية والنصف من بعد زوال يوم الجمعة 14 ديسمبر الجاري، اتصلت بي المروضة واعلمتني ان زوجة اخي حلت بالروضة لمرافقة ابنها فتفاجأت وشعرت بالخطر حينها لذلك اتصلت بزوجي الذي كان في مقهى مجاور لاعلمه بما حصل، وبخروجه شاهد الطفل رفقة والدته وخلفهما المروضة وزوجها بصدد مراقبتهما». اوهمته الزوجة الايطالية انها ذاهبة الى منزله فاطمأن قلبه وطمأن بدوره المروضة، الا ان الايطالية راوغته وتوجهت الى منزلها لذلك التحقت بها محدثتنا، واستفسرتها عن سر مجيئها المفاجئ فأوهمتها انها قدمت لحضور حفل زفاف صديقتها، ثم راحت تحاول ترغيب طفلها في مرافقتها لـ»الحفل المزعوم» الا انه رفض.
اتصلت العمة بالشرطة وأعلمت عن الواقعة، الا ان الزوجة الايطالية غافلتها وأمسكت بطفلها وفرت من المنزل وهي تجري مستغلة عدم قدرة محدثتنا على الجري بسبب المرض، وبمحاولة ملاحقتها من قبل احد ابناء الحي تمكنت الزوجة من الوصول الى سيارة رمادية اللون كانت في انتظارها والصعود فيها والفرار بسرعة رهيبة الى وجهة مجهولة.
مخطط «حرقان»؟!
اثر هذه العملية اكدت عمته ان زوجة اخيها استعانت بتونسيين لتنفيذ مخططها الاجرامي، مضيفة انها تحولت لاحقا الى مركز الامن بالشابة وأعلمت رسميا عن الواقعة، وقدمت الرقم المنجمي للسيارة، ليتم-وفق قولها-ترويج منشور تفتيش في حق الطفل باعتباره قاصر ووالدته لا تتمتع قانونيا بحق الحضانة ووالده في السجن، وطالبت في نهاية حديثها المصالح الأمنية في تونس بكشف الحقيقة وتحديد هوية صاحب السيارة والتحري معه من اجل المساعدة في العثور على الطفل، معربة عن خشيتها من ان تقوم الزوجة الايطالية بتهريب الطفل عبر البحر.

المصدر الصباح