تحت عنوان « الوجيز في الأدب الحديث » نظمت المكتبة الجهوية بالمنستير وجمعية أحباء المكتبة والكتاب بالمنستير يومي 24 و25 جوان الجاري بالمنستير الدورة الثالثة لملتقى رقية بشير بمشاركة ثلة من الجامعيين والمختصين.
ويرى الباحث والأديب مصطفى الكيلاني وجود صعوبة في تحديد أجناس القول الأدبي في الكتابة الوامضة « إذ أنّ هذه الأنواع كثيرة ومتداخلة وأكبر قضية تطرح اليوم هي « ما الذي يداخل بين القصة الومضة والقصيدة الومضة؟ »
ودعا لضرورة التثبت والرصانة باعتبار أنّ المسألة مركبة ومعقدة وتحتاج إلى تدقيق نظر واستقدام مجالات مختلفة من النقد الأدبي ومن مختلف العلوم الإنسانية وخاصة ما له صلة بمعنى اللحظة وكتابة اللحظة والقصد من الاختصار مقارنة بأنواع الكتابة الأخرى الطويلة.
ويفضل الكيلاني استعمال مصطلح « الأدب الوامض » إذ أنّ كلمة الوجيز حسب ما ذكر في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء « تقتصر على ما هو ظاهر كمي في حين أنّ ظاهرة الاختصار بالنسبة إلى هذا النوع من الكتابة الأدبية هو وظيفي فهو كتابة اللحظة الفارقة الاستثنائية التي لا يمكن حصرها في الظاهر الشكلي قصرا أو إطالة ».
وتطرقت الباحثة بوحدة البحث دراسات إنشائية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة وروائية ومؤسسة صالون الأدب الوجيز بسوسة إلهام بوصفارة في مداخلة لها بعنوان » الأدب الوجيز: حركة تجاوزية جديدة » إلى مفهوم الأدب الوجيز المتأثر بنزعة قديمة تناولها الدارسون باستفاضة كبيرة وأخرى جديدة مازالوا يتخبطون في معناه.
وتبلورت المفاهيم في الأدب الوجيز منذ سنة 2016 مع اللبناني أمين الذيب ثم أسس المؤتمر الدولي الأول حول الأدب الوجيز المنعقد في بيروت 2019 جملة من المفاهيم الجديدة أولها الوجازة التي تشترط جملة من العناصر الفنية التي يجب أن تستجيب لها الكتابة الوجيزة وهي الإجاز، والتكثيف الدال، والإيحاء غير الملغز، والبنية المتشظية، والقفل الصادم بتحقيق الدهشة بالمفارقات وبالإيحاء الكبير الذي يفتح إمكانات متعددة من التأويل لا حد له ليصبح النّص هو ملكية القارئ فالكاتب يكتفي بالإشارة ويتيح للقارئ العبارة وتلك متعة الأدب الوجيز.
وتحدث الباحث الجامعي محمّد الدلال عن جنس اللوحة الموجز كرسم بالكلمات الذي قال إنّه أحدثه في حين تطرق الباحث الجامعي عمر الإمام إلى الومضة الشعرية في كتابات عبد الفتاح بن حمودة « سعادة العشب نموذجا ».
واستعرض الباحث الجامعي حمادي الحلاوي خصائص القصيدة الومضة أو الشعر الوامض التي تتجلى في مجموعة من المقوّمات الفنية والأسلوبية خاصة منها الإيجاز الذي يفتح على الإدهاش ويجعل القارئ يبحث للظفر بالمعنى « فالوجيز هو نص مكثف الدلالة والعبارة فهو قائم على العبارة القليلة والمعنى الكثير ». ويؤكد الحلاوي أنّه مع هيمنة الفضاء الافتراضي الموسوم بالسرعة فإنّ الأدب الوجيز يتزايد حظه في التواجد والانتشار.
Radio Monastir