عاشت المنستير يومي 24 و25 فيفري الجاري على وقع فعاليات الدورة الثالثة للملتقى الوطني للأطباء المبدعين الذي نظمته جمعية « طب، ثقافة، فن » بالشراكة مع المركب الثقافي بالمنستير الذي احتضن فعاليات هذا الملتقى بحضور ثلة من الأطباء والمهتمين بالشأن الأدبي والمسرحي والموسيقي.
وتميزت هذه الدورة بالخروج من أسوار كلية الطب وانفتاحها على الجمهور العريض لتبيان الوجه الآخر للطبيب المبدع الذي قد يكون شاعرا أو كاتبا كإبراهيم ماجي الذي كان شاعرا قبل أن يكون طبيبا وفق ما أفاد وكالة تونس أفريقيا للأنباء الدكتور والفنان التشكيلي عبد الباسط التواتي رئيس جمعية طب ثقافة فن ورئيس الملتقى.
وأضاف عبد الباسط التواتي أنّ فكرة تأسيس هذا الملتقى هي لتبيان أنّ الطبيب المبدع ليس حالة فريدة ولإخراج الطبيب المبدع من قوقعته فالعديد من الأطباء لديهم إبداعات غير أنّهم قد لا يجرؤون على عرضها للجمهور.
وأثيرت خلال الجلسات العلمية للملتقى مسألة العلاقة اللافتة بين الطب والإبداع وكيف يشترك الأدب والطب في دقة الملاحظة في متابعة الأحداث الراهنة والشخوص في الأدب وملاحظة المرض وأعراضه في الطب حسب الأستاذ محمّد عبد العظيم.
وبين المسرحي فتحي لبان أن المسرحي والطبيب يشتركان في مسألة التشخيص والارتجال والتواصل مع الجمهور أو المريض مشيرا إلى تقنية الهَلِيَة (هل..) لابن سينا لوصف جوهر الشيء أو طبيعته الحقيقية فالممثل يشخص حياة افتراضية يتفنن فيها كما يروق له في حين أنّ الطبيب يتعامل مع أشخاص حقيقيين ومن غير المسموح له بالخطأ.
وتقترب أعراض المبدع من المجنون الذي تقترب كثيرا تفاصيل ممارساته وفلسفته ووجوده من الفنّان، ويبحث كلاهما عن وسائل جديدة للتواصل بها مع العالم وفق انديرا راضي أساتذة الفنون الدرامية بالمعهد العالي لإطارات الطفولة ورئيسة قسم تقنيات التنشيط بجامعة قرطاج.
وثمن الهادي بلحاج صالح رئيس جامعة المنستير مضامين هذا الملتقى مؤكدا ما للأطباء من إمكانات أخرى تساعدهم على الإبداع وتقديم الإضافة في عدّة مجالات. كما أشار أن لجامعة المنستير تجربة في الإحتفاء بمواهب طلبتها وتشجيعها عبر تنظيمها لمهرجان الإبداعات الطلابية الذين لديهم طاقات إبداعات متميزة في مجالات غير اختصاصاتهم الأكاديمية.
وجدير بالذكر أن هذه الدورة سجلت مشاركة 15 من الأطباء الرسامين التشكيليين من عدّة ولايات بالجمهورية في معرض الفن التشكيلي الذي انتظم بالمناسبة.
Radio Monastir
