في دراسة جديدة، برعاية إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) وجامعة جون هوبكنز، تمكن فريق من الباحثين -بقيادة مهدي بنّا العالم التونسي المتخصص في علم الكواكب في ناسا- من التوصل إلى أن القمر يحوي قدرا من الماء أكثر مما ظن العلماء في هذا المجال سابقا.
وأكدت النتائج -التي نشرت مؤخرا بدورية “نيتشر جيو ساينس” عبر فحص البيانات الصادرة من المستكشف القمري “لادي” (LADEE) الذي يدور حول القمر ويهدف لدراسة الطقس والغبار الخاص به- أن 33 منطقة من القمر تحوي مياها في الغلاف الجوي بقدر كبير يدعو للتساؤل.
ووفقاً لبحثٍ جديد نشرته الوكالة عُثر على بقايا من الرذاذ المتطاير نتيجة ضرب النيازك لسطح القمر واختراق قشرته بأعماق متفاوتة.
وقدمت النتائج أدلة إضافية لدعم الفرضية التي تقول بأن هناك احتياطيات أكبر وأقدم من الماء بعمق عدة أمتار تحت السطح.
وتوصلت “ناسا” إلى هذه النتائج من خلال مركبتها “ليدي”، التي كانت تستكشف سطح القمر في مهمة لجمع بيانات حول الغازات الخافتة، بين عامي 2013 و2014.
وقال مهدي بينا، من مركز “غودارد” لرحلات الفضاء التابع للوكالة: “يحتمل أن تكون المياه قديمة. إما أنها تعود إلى بداية تكوينه أو ترسبت في وقت مبكر”.
وقالت “ناسا”: “كان على النيازك أن تخترق 3 بوصات على الأقل (8 سنتيمترات) تحت السطح من أجل إطلاق المياه”.
وأوضحت: “تحت الطبقة العلوية الجافة للقمر توجد طبقة رقيقة، تليها واحدة رطبة، ويُعتقد أن جزيئات الماء تلتصق بأجزاء من التربة والصخور”.
وبحسب الباحثين فإن الطبقة المائية تحتوي على تركيز يتراوح بين 200 و500 جزء في المليون، أو نحو 0.02 إلى 0.05% بالوزن.
هذا التركيز أكثر جفافاً من جفاف التربة على الأرض، ويتوافق مع الدراسات السابقة.
وذلك يعني أن تربة القمر جافة جداً، حيث يحتاج المرء إلى معالجة أكثر من طن متري من أجزاء التربة والصخور من أجل جمع نصف لتر من الماء.