أحداث عامة

الشباب التونسي في المرتبة التاسعة عالميا من حيث نسبة البطالة

حلّت تونس في المرتبة التاسعة عالميا من حيث نسبة البطالة من مجموع أكثر من 200 دولة في العالم، بحسب تقرير صدر حديثا لصندوق النقد الدولي. وتبلغ نسبة البطالة في البلاد 15.3% غير ان مكتب العمل الدولي يقدرها في حدود 29% باعتبار العمل الهش و الموسمي و غياب مئات الاف من القوى النشيطة عن دفاتر التسجيل الجبائي و صناديق الضمان الاجتماعي.

 

ولم تعرف النسبة في تونس تراجعا منذ سنوات. واتخذت الحكومة خلال السنتين الفارطتين إجراءات تقشفية تسببت في تجميد الانتداب في القطاع العام.

 

و بعد ان سجلت نسبة البطالة ارتفاعا في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الى خفض نسبة العاطلين عن العمل وبعد وعود اطلقت في بداية السنة، تبرز البيانات التي ينشرها المعهد الوطني للإحصاء تفاوتا بين الجهات . والملاحظ ان الجهات 11 التي تعد معنية بالتمييز الايجابي تحافظ على النسب الاكثر ارتفاعا للبطالة.

و في خضم هذه المعطيات، فقد تصدرت كل من ولايات قفصة وتطاوين وباجة قائمة الـ24 ولاية الأكثر عرضة للإقصاء الاجتماعي على مستوى النفاذ إلى سوق الشغل وذلك حسب دراسة ميدانية كشف عنها المعهد العربي لرؤساء المؤسسات. واعتمدت الدراسة التي قدمها المعهد خلال منتدى نظمه حول التشغيل بعنوان “الإقصاء الاجتماعي…عائق للالتحاق بسوق الشغل” على 4 محاور لقياس مؤشر الإقصاء الاجتماعي وهي سوق الشغل والتشغيلية ومستوى العيش والتعليم والكفاءة والحركية.

و يذكر أنّ الشركات العاملة في القطاعات غير الرسمية لا تتحمّل أيّ أعباء ضريبية أو معاليم الانخراط في الضمان الاجتماعي، مما يخلق منافسة غير عادلة للمؤسسات العاملة في القطاعات الرسمية. مثل هذا السلوك يعاقب المؤسسات القانونية ويعرّض وجودها للخطر. من ناحية أخرى، لا يحمي العمل غير الرسمي أيّ تشريع ولا يعترف به. نتيجة لذلك، لا يمكن للعامل المطالبة بحقوقه الأساسية وسيظل دائمًا في موقف الضعف الإقصاء. بالنظر إلى حجم الاقتصاد غير الرسمي في تونس، من الضروري إطلاق استراتيجية وطنية تهدف إلى تسهيل انتقاله إلى الاقتصاد الرسمي.

على مدى 60 عامًا، أحرزت تونس تقدماً ملحوظاً في النهوض بالإنسان بفضل التعليم والصحة والمساواة بين الجنسين، لكن هذا الجهد لم يكن كافياً. وفي الواقع، مع ازدياد البطالة طويلة الأجل وعدم الاستقرار والتهميش والتفاوت الجهوي، أصبح الشباب التونسي أكثر عرضة للإقصاء الاجتماعي والاقتصادي. وقد تفاقم هذا الوضع بعد الفوضى التي تلت احداث جانفي 2011 عندما ارتفع معدل البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عامًا إلى 33% إضافة إلى أنّ الشابات التونسيات هن الأكثر تهميشًا ومعدلات البطالة بينهن تقارب ضعف معدلات البطالة لدى الرجال فيما تحولت نسبة كبيرة من الشباب إلى القطاع غير الرسمي للحصول على موارد غير مستقرة ولا تسمح لهم بالحصول على الحماية الاجتماعية.

المصدر اخر خبر اون لاين

الساحل TV