أحداث عامة

التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية

الأنفلونزا هو التهاب تنفسي حاد، غالبا ما يستهان به، في حين أنه يخضع لتغييرات تجعل منه مرضا خطيرا سواء بسبب خطورة الفيروس بحد ذاته، أو بسبب ضعف الأشخاص المصابين به، كما أن خطر حدوث مضاعفات جرائه يبقى كبيرا عند كبار السن، وعند الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب المزمنة، وذوي جهاز مناعي ضعف.

أعراض الانفلونزا الموسمية (la grippe)

تعتبر الأنفلونزا الموسمية إصابة فيروسية حادة تنتقل بكل سهولة بين الأشخاص، وتظهر على شكل حمى، وآلام الحنجرة، وصداع، وتعب كبير، وقشعريرة (frissons)، وإحساس بتوعك، وعامة ما تدوم الحمى من 3 إلى 5 أيام، يرافقها سعال جاف والتهاب الأنف، ويمكن أن يشفى منها المصاب في ظرف أسبوع، عموما، مع إمكانية استمرار السعال والشعور بالتوعك.

وتصيب الأنفلونزا جميع الأفراد، وكافة الأعمار، إلا أن الأكثر عرضة هم الأشخاص المسنون، وكذا الأشخاص الذين يعانون بعض الأمراض المزمنة، مثل الإصابات القلبية والرئوية، وأمراض السكري، أو ذوي جهاز مناعي ضعيف. كما ينبغي الإشارة إلى أنه من المهم عدم الخلط بين الإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد (rhumes).

الانتشار السريع للانفلونزا

يعتبر فيروس الأنفلونزا جد معد، وينتقل بسهولة من شخص لآخر، بسبب الرذاذ المنبعث خلال التنفس أو العطس أو السعال أو السيلان من الأنف، ويمكنه أن ينتقل كذلك بواسطة الاتصال المباشر عبر المصافحة أو العناق، وتعد الأماكن الضيقة والمكتظة مناسبة لانتقال الفيروس مثل الحافلات والمدارس وأماكن العمل، بالإضافة إلى التلقيح تعتبر النظافة والعناية بالأيدي من التدابير البسيطة والفعالة لمنع العدوى، ويمكن أن يكون الشخص المصاب معد خلال 24 ساعة قبل ظهور الأعراض وخلال أسبوع من ظهورها.

أن أهم خصائص هذا الفيروس المسبب إلى الأنفلونزا، هو تغيره المستمر جينيا، فيمكن لفيروسات الأنفلونزا أن تنجو من نظام المناعة باستمرار وتتطور موسما بعد آخر، وبذلك يبقى الأشخاص عرضة لسلالات جديدة من فيروسات الأنفلونزا حتى وإن كانوا قد أصيبوا أصلا بفيروسات أخرى للأنفلونزا، ومن المرجح أن معظم الأفراد لا يتوفرون إلا على حماية محدودة ضد السلالات الفيروسية الجديدة المنتشرة.

تقوم في هذا الباب الشبكة الدولية للمراقبة التابعة لمنظمة الصحة العالمية (OMS)، بتحليل آلاف العينات من فيروس أنفلونزا سنويا، والقادمة من جميع أنحاء العالم، لتحدد السلالات التي ستشكل خطرا على المجتمع العالمي خلال الموسم الموالي، ويتم خلال كل سنة تطوير صياغات لقاح جديدة بناء على هذه البيانات، ووفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، فاللقاحات لهذه السنة ستكون موجهة ضد سلالات من فيروس الإنفلونزا “أ” [A (H1N1) و (H3N2)A] وسلالة من فيروس الإنفلونزا “ب”

النتائج وخيمة

ويمكن للأنفلونزا أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي الفيروسي (pneumonie virale)، والالتهاب الرئوي الجرثومي الثانوي (pneumonie bactérienne secondaire)، ويمكن أيضا أن تتسبب في تفاقم المشاكل الصحية الأخرى، مثل السكري وأمراض القلب، كما أن خطر حدوث مضاعفات يبقى كبيرا لدى الأطفال دون سنتين، وعند البالغين 65 سنة فما فوق، والأشخاص من جميع الفئات العمرية الذين يعانون من بعض الأمراض كأمراض القلب المزمنة، ومرضى السكري، المرضى الذين يعانون من مشاكل في الرئة أو الكلي أو الكبد أو الدم.

بغض النظر عن مشاكلها الصحية، تنجم عن الأنفلونزا أيضا مشاكل اقتصادية مهمة، كنفقات التطبيب والعناية وضياع أيام العمل أو الدراسة، وكذا الاضطرابات الاجتماعية وتراجع إنتاجية اليد العاملة.

التلقيح هو التدبير الأكثر فعالية

يعتبر التلقيح السنوي الوسيلة الأكثر فعالية لتجنب المرض أو للوقاية من العدوى أو مضاعفات المرض خاصة عند الأشخاص الذين هم في خطر بسبب سنهم أو حالتهم الصحية كالأطفال من 6 إلى 23 شهرا، والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 وما فوق، والمصابين ببعض الأمراض المزمنة كمرض القلب، والرئتين أو الكلي، ومرض السكري، والسمنة الكبيرة، والسرطان، والربو، أو الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي (الحوامل بغض النظر عن مرحلة الحمل، والأطفال الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر).

من المهم التذكير أن لقاح الانفلونزا كأي لقاح أخرى لا يحمي 100%، لكنه يمكن أن يساهم في تقوية المناعة ما بين 70 إلى 90% من حالات العدوى عند الأصحاء، كما أنه يقلل من حدوث مضاعفات شديدة عند كبار السن أو المصابين بأحد الأمراض المزمنة. ومن المستحسن التلقيح حالما يتوفر اللقاح وتجنب التقصير أو الامبالاة.

يعتبر لقاح الإنفلونزا لقاحا آمنة بشهادة معظم الناس الذين حصوا عليه، ولكن كما هو الحال مع أي لقاح، قد تحدث بعض ردود الفعل عقب أخذ اللقاح عند بعض الأشخاص، فقد يشعرون بآثار خفيفة مثل ألم أو احمرار أو تورم في مكان الحقن، البعض الآخر يصاب بحمى أو بآلام في الجسم بعد فترة وجيزة من التلقيح، ويمكن أن تستمر هذه الأعراض الجانبية ليوم أو يومين، مع العلم أن هذه الأعراض الخاصة تحدث عند الأشخاص الذين تم تطعيمهم للمرة الأولى.

المصدر:المجلة الطبية