يقبل التونسيون، كسائر المسلمين حول العالم، خلال أيام عيد الفطر على تناول الحلويات والمرطبات على اختلاف أحجامها وأنواعها. ومع تعدد الزيارات للأهل والأصدقاء للمعايدة، تزيد نسبة السكريات والدهون، بعد شهر من الصيام تعود خلاله الجسم على نسق مختلف من الأغذية ومواقيت تناولها. وتبعا لذلك، يحذر خبراء التغذية من مخاطر التغير الفجئي لنظام الأكل. وأشاروا إلى أن الإفراط في تناول الحلويات يؤدي إلى إرباك الجهاز الهضمي وحدوث اضطرابات معوية، كما قد يؤدي إلى حدوث إسهال شديد.
وتتضاعف المخاطر الصحية للإفراط في تناول الحلويات لدى المصابين بالسكري والسمنة وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والشرايين.
وجدير بالذكر أن الكعكة الواحدة من كعك العيد التي تزن نحو 50 غراما تحتوي على حوالي 820 سعرة حرارية، أي ما يعادل كمية الطاقة الموجودة في خبزة وزنها 100 غرام.
ويقول باحثون إن بعض الناس يعانون من شهية قوية تجاه تناول الطعام، وخاصة الأطعمة المحلاة بالسكر كالحلويات، فلا يستطيعون السيطرة على أنفسهم ويتناولون أي كمية من الطعام في أي وقت، ما يسبب الزيادة السريعة في الوزن والسمنة المفرطة.
ويصف الأطباء إدمان الطعام بأنه مثل إدمان الكحول والمخدرات، حيث يعجز المخ عن اختيار التوقف عن الإدمان في كلا الحالتين.
كما يتسبب استهلاك السكر المضاف أكثر من حاجة الجسم في تغيير الهرمونات والتفاعلات الكيميائية في الجسم، ما يقود إلى زيادة الوزن. والسكر المضاف هو نصف غلوكوز ونصف فركتوز، يسبب زيادة الأنسولين في الدم وحبس الدهون في الخلايا الدهنية، وعدم هضمها، ما يسبب السمنة والأمراض الناتجة عنها.
وللعودة إلى العادات الغذائية، بشكل تدريجي، تقدم بنين شاهين خبيرة التغذية في مركز فيتنس فيرست، جملة من النصائح للحفاظ على صحة ولياقة الجسم بعد شهر رمضان.
فقد تشكل العودة إلى العادات الغذائية السابقة قبل رمضان صدمة كبيرة للجسم، وهناك خطأ شائع جدا يقوم به الناس خلال العيد، وهو تناول الطعام بكميات أكبر مما اعتادوا عليه قبل شهر رمضان.
صحيح أن كميات الطعام والسعرات الحرارية التي ينصح بتناولها، يجب أن تكون أقل في الأيام الأولى بعد رمضان، لكن يفضل الحفاظ على العادات الصحية في الأكل، تماما كوجبة الفطور التي ستساعد على تنظيم وجبات الطعام خلال اليوم وتعزيز الطاقة والتحكم في الشهية.
إن تناول كميات قليلة من الأطعمة الصحية طوال اليوم يرسل إشارة إلى الدماغ بأن الإمدادات الغذائية كثيرة، فلا بأس بحرق هذه السعرات الحرارية بسرعة، كما أن تقليل حصتك من السعرات الحرارية في الجلسة الواحدة يمنحك الكثير من الطاقة.
فيما أن تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية دفعة واحدة – وإن كانت سعرات حرارية صحية – يرسل للعقل رسالة مفادها أن الإمدادات الغذائية على وشك أن تنقص؛ لذا سيتم تخزين هذه السعرات الحرارية على شكل دهون، وهذه الكميات الفائضة من الطعام دفعة واحدة ستشعر الجسم بالخمول والكسل.
تناول الكمية المناسبة من البروتين الكامل، التي تتناسب مع الوزن ومعدل الطاقة؛ يساعد على استقرار نسبة السكر في الدم ورفع مستوى التركيز والمحافظة على طاقة وقوة الجسم. ويتوفر البروتين الكامل في المنتجات الحيوانية والألبان والحبوب والبقوليات بشكل خاص، وهي أغذية مثالية لدعم الجسم والتزوّد بالطاقة لفترة طويلة. كما يعتبر الشاي والقهوة من أكثر المشروبات التي يتم تقديمها للضيوف في العيد، وهو ما يعني نسبة كبيرة من الكافيين، مما يزيد مستوى التوتر في الجسم ويسبب اضطرابات في النوم عند محاولة العودة لروتين النوم السابق.
معظم الأوقات في العيد ستكون مشغولا مع العائلة والأصدقاء، فلا تتسنّى لك الفرصة لتناول وجبات الطعام بشكل منتظم أو قد يحصل الأسوأ وهو أن تنسى تناول طعامك وتملأ معدتك بحلويات العيد الدسمة. المشكلة هي أن الجسم سيبقى في حالة من الجوع الشديد كما الحال في رمضان، وبالتالي لن يسرّع من عملية الأيض.
ومن أجل المحافظة على سلامة ذهنك وجسمك قم بتجهيز بعض الوجبات الصحية وشاركها مع العائلة والأصدقاء مثل اللوز والخضار والحمّص واللبن والتوت والفواكه الطازجة والمجففة بأنواعها والبيض المسلوق.