في ظلّ تواصل أزمة الخبز بمختلف ولايات الجمهورية، تقرر رسميا منع المخابز غير المصنفة من بيع “الباقات”، وفقا لما أعلنته أمس الخميس رئيسة الحكومة نجلاء بودن.
وخلال جلسة عمل بقصر الحكومة بالقصبة، جمعت رئيس الجمهورية قيس سعيّد، برئيسة الحكومة نجلاء بودن ووزيرة المالية سهام البوغديري نمصية، دعا سعيّد إلى ضرورة اتّخاذ إجراءات عاجلة لتجاوز أزمة الخبز الحاصلة، مؤكّدا على أنّ “الخبز خطّ أحمر بالنسبة للتونسيين”.
وقد اعتبر لطفي الرياحي رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك في تصريح لـ “افريكان مانجر” اليوم أنّ هذا القرار سيُساهم بشكل كبير في الحدّ من أزمة نقص مادة الخبز، مُشيرا الى أنّه من غير المعقول ان تتمتع المخابز العصرية بمواد مدعمة وتبيع الخبز بأسعار حرة.
كما أكد محدثنا أنّ الحكومة مطالبة بإعادة هيكلة الأسعار، حتى لا يكون خبز “الباقات” مطية لبيع الخبز الفاخر.
ودعا الرياحي الى ضرورة العمل على حلّ كل الإشكاليات لضمان تزويد كل المناطق بالكميات المطلوبة من الخبز، بما من شانه ان يُقلص من ويحد من تبذير الخبز.
وكان المجمع المهني للمخابز العصرية التابع لكنفدرالية المؤسسات التونسية المواطنة ” كونكت” قد أعرب في مناسبات سابقة عن قلقه إزاء تواصل مشكل النقص الفادح في التزود بمادتي « الفارينة » والسميد، في كامل الجهات، والذي أدى إلى غلق العديد من المخابز ودعا مجمع المهني للمخابز العصرية بالمناسبة إلى الترشيد في استهلاك الخبز.
وقال رئيس الجمهورية خلال اجتماع أمس، : “اليوم أصبح هناك خبز للفقراء وخبز للأثرياء! وكأنّها طريقة ملتوية لرفع الدعم عن الحبوب.. هناك خبز واحد للتونسيين، وينتهي الأمر”.
كما نبّه إلى أنّ “الترفيع في الأسعار الهدف منه تأجيج الأوضاع، إلاّ أنّ الشعب على دراية بأنّها عملية مقصودة”، وفق تعبيره.
وأضاف: “أين الهيئات المكلّفة بمراقبة الأسعار؟ للأسف غير قائمة بدورها..”.
وكانت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم برجب قد دعت في وقت سابق، المواطنين إلى تجنب اللهفة على مادة الخبز، مشيرة إلى أن هناك مظاهر غير معقولة على غرار شراء من 10 إلى 15 قطعة خبز من قبل شخص واحد.
وقالت في تصريحات اعلامية “تمت معاينة اقبال غير عادي على الخبز.. ليست هناك مجاعة في تونس”.
كما أكدت أن مادة القمح اللّين متوفرة وأن الاضطراب الذي تم تسجيله كان في مادة القمح الصلب وهو ما خلّف ضغطا على بعض المخابز.
وأفادت بأنه وفق مؤشرات وزارة الفلاحة فإن تقديرات انتاج الحبوب هذا العام أقلّ بكثير من السنة الفارطة، مشيرة إلى أنه وفقا لذلك سيتم توريد حاجيات البلاد من القمح الصلب.
افريكان مانجر