التقى وزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي الجمعة 06 نوفمبر 2020 وزير الداخليّة الفرنسي جيرالد دارمنان، بمناسبة زيارته إلى تونس، وناقش معه أوضاع الجالية التونسية في فرنسا، وسبل تعزيز التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية وفق “مقاربة تشاركيّة وشاملة تتجاوز الرؤية التقليدية القائمة فقط على البعد الأمني لهذه الظاهرة، وتعالج جذورها العميقة، وذلك في ضوء الحرص المشترك على حسن التصرف في الهجرة وتطوير آلياتها، بما يستجيب لرهانات المرحلة “.
وحسب بلاغ للخارجية، جدّد الجرندي خلال هذا اللقاء تضامن تونس مع فرنسا وإدانتها للاعتداءات الإرهابيّة التي تعرّضت لها في الفترة الأخيرة، مشدّدا على “ضرورة اعتماد مقاربة شاملة لمقاومة هذه الآفة الخطيرة التي لا دين ولا وطن لها، وتستهدف جميع الدّول دون استثناء، والتي كانت تونس ضحيّة لها خلال السنوات الفارطة.
وأكد وزير الخارجية أيضا “عمق العلاقات التاريخيّة ذات البعد الاستراتيجي التي تجمع تونس وفرنسا”، وحرصهما على تعزيزها في جميع المجالات لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
وشدّد الجرندي على الأهميّة التي توليها تونس للإحاطة بأبناء الجاليّة التونسيّة المقيمة بالخارج، والتي تحتضن فرنسا أكبر عدد منهم، مُبرزا الدور الإيجابي الذي تقوم به هذه الفئة من التونسيين، سواء في بلدهم الأصلي أو في فرنسا، علاوة على مساهمتهم الفعّالة في توطيد روابط الصداقة والتبادل الثقافي المتينة بين شعبي البلدين.
وفي هذا الإطار، أكّد الوزير ضرورة اعتماد مقاربة شاملة ومتضامنة لمسألة الهجرة المنظّمة وتنقّل الأفراد بين تونس وفرنسا، وذلك تنفيذا للاتفاقية الثنائيّة حول التصرّف التوافقي للهجرة والتنمية المتضامنة الموقعة سنة 2008، كما دعا إلى ضرورة توطيد التنسيق بين الجانبين حول الأشخاص المطلوب عودتهم إلى تونس، “وفق ضوابط مُحددة تحفظ كرامة التونسيين العائدين إلى بلادهم وتصون حقوقهم ومصالحهم”، وفق نص البلاغ.
وأبرز وزير الخارجية في هذا الصدد ضرورة مراجعة الآليات التي تضبطها هذه الاتفاقية الإطارية لمواءمتها مع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية للجالية التونسية في فرنسا، فضلا عن إيجاد حلول توافقية لتنظيم الهجرة والإقامة في فرنسا، بما يستجيب للتحديات الاقتصادية الراهنة.
من جانبه، عبّر وزير الداخلية الفرنسي، حسب بلاغ الخارجية، عن إكبار بلاده لمشاعر التضامن التي عبّرت عنها تونس تجاه فرنسا وشعبها على إثر العمليات الإرهابيّة الأخيرة، معربا عن ارتياح بلاده لمستوى التعاون الذي يجمع البلدين، ومشدّدا على “الأهميّة التي توليها فرنسا للجالية التونسية”، وعلى “استعداد الحكومة الفرنسية لمزيد توطيد مجالات التعاون الثنائي مع تونس”.