Non classé أحداث عامة أخبار متفرقات

تونس بإمكانها إستعمال “هجرة الأدمغة” كورقة ضغط على بلدان أجنبية للحصول على امتيازات اقتصادية

في ظلّ تفاقم ظاهرة هجرة الأدمغة، تتالت الدعوات لإيجاد حلّ للحدّ لإيقاف نزيف إفراغ البلاد من كفاءاتها وإهدار الثروة البشرية.
وتشير بعض الأرقام الى أنّ نحو 36 الف تونسي يغادرون البلاد سنويا، فيما تكشف عمليات سبر الآراء أن حوالي 90 بالمائة من الشباب التونسي يفكرون في الهجرة، وضعية دفعت بالبعض الى مطالبة الدولة بالتدخل وفرض قيود تتحدّ من هجرة الكفاءات.
وحول هذا الموضوع ومدى إمكانية الحكومة التونسية بالتدخل والتقليص من أعداد الراغبين في المغادرة والعمل بالخارج، أكد أستاذ الاقتصاد عبد الجليل البدوي في تصريح لـ “افريكان مانجر” أنّه يُمنع الحدّ من التنقل و”الحلّ لا يكون في القوانين الزجرية”، في المقابل أشار الى ان بعض الدول لجأت لإستعمال هجرة الكفاءات ك “ورقة ضغط” لكسب العديد من الامتيازات الاقتصادية في التعامل مع البلدان الأخرى وتحديد طبيعة العلاقات مع الدول الأجنبية
وأفاد مُحدثنا الى أنّ بعض الدول على غرار كوريا الجنوبية أقرت جملة من الامتيازات كترفيع الأجور لحث الكفاءات على العودة.
وقال إنّ تزايد عدد الراغبين في المغادرة تجعل من “الاقتصاد التونسي يعمل لحساب الغير”، مضيفا ان تونس اليوم تعيش ازمة هيكلية خانقة واشكاليات كبرى تستوجب التدخل بشكل عاجل ووضع منوال تنموي جديد قادر، لا فقط على خلق الثروة بل والمحافظة عليها.
وقد بلغ العدد الإجمالي للكفاءات التونسية التي تم انتدابها بالخارج عن طريق الوكالة التونسية للتعاون الفني عام 2022 نحو 22864 مقابل نحو 13 ألف منتدب في سنة 2012، علما وأنّ العدد يبقى ضئيلا مقارنة بهجرة الكفاءات بطرقها الخاص.
ويعزى الطلب العالمي على الخبرات التونسية بفضل عامل الخبرة ونوعية التعليم مقارنه بعديد الجنسيات الأخرى، ذلك ان بعض البلدان باتت اليوم لا تنتدب سوى الكفاءات التونسية نظرا لمستوى الخدمات التي يُقدمونها في بلدان المهجر.
و يوجد طلب كبير خاصة في مجالات أطباء الاختصاص والاطارات الشبه طبية والمهندسين والتعليم والخدمات والمهن، وتمثل ألمانيا وبلدان الخليج وفرنسا وكندا من أهم الوجهات.
وخلال الـ 5 سنوات الأخيرة، غادر نحو 3 آلاف طبيب تونسي البلاد للعمل في الخارج بحسب ارقام صادرة عن المعهد الوطني للإحصاء، فيما خصلت دراسة أنجزتها جمعية الأطباء التونسيين وشملت عينة بـ 393 طبيب، أنّ 70 بالمائة من الأطباء هاجروا نتيجة ظروف العمل السيئة وان 50 بالمائة تعرضوا للمضايقات المهنية وان 50 بالمائة مستعدون للعودة الى أرض الوطن في حال تحسنت ظروف التأجير.
وتقول دراسات صادرة عن الجامعة العربية و منظمة يونيسكو و البنك الدولي إنّ منطقة الشرق الأوسط و العالم العربي يساهمون في ثلث هجرة الكفاءات من البلدان النامية، وتعبر ان هناك 50% من الأطباء و 23% من المهندسين و 15% من مجموع الكفاءات والعقول العربية يهاجرون الى دول أوروبا و استراليا و كندا و غيرها من البلدان.
و ذكرت ذات التقارير أن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون الى بلادهم، و يشكل العرب لوحدهم 34% من مجموع الأطباء في بريطانيا. ويهاجر نحو 100 ألف من العلماء و المهندسين و الاطباء في كل عام من ثمانية أقطار عربية وهي مصر، الاردن، العراق، تونس، المغرب و الجزائر.
وقدر تقرير التنمية البشرية للعالم العربي في 2016 أن تونس تأتي في المركز الثاني عربيا بعد سوريا من حيث هجرة الأدمغة إلى الخارج.

 

تونس- افريكان مانجر