تعد الباخرة “تانيت”، وهي من أكبر البواخر وأسرعها في المتوسط وفي العالم، الباخرة التونسية الوحيدة المصنفة في القائمة البيضاء التي تصدرها المنظمة العالمية البحرية”، وفق ما أفاد به قبطان الباخرة التابعة للشركة التونسية للملاحة، علي الورغمي.
وأوضح الورغمي خلال رحلة بحرية على متن “تانيت” من تونس الى جنوة (ايطاليا) (من 28 الى 30 سبتمبر 2018)، “ان كل التقييمات العالمية للباخرة تخرج دائما بصفر ملاحظات، وتشمل هذه التقييمات كل المجالات لا سيما جودة الخدمات والتلوث والسلامة، وهي تتم بشكل دوري لمراقبة مدى استجابة الباخرة للمواصفات الدولية”.
وقال محافظ الباخرة، عاطف بوقرة، المسؤول الاول عن المسافرين، منذ ركوبهم الباخرة الى حين وصولها، في هذا الاتجاه أنّ مسالة سلامة المسافر تتصدر قائمة الاولويات باعتبار اهميتها مؤكدا ان هذا الموسم ناجح بنسبة 90 بالمائة باعتباره لم يسجل اشكالات كبرى تمس بالمسافر او الرحلة”.
ويجري على متن الباخرة “تانيت”، وبصفة منتظمة، تنفيذ عمليات بيضاء في مجال السلامة للوقوف على مدى جاهزية طاقم الباخرة للتدخل في صورة تعرض الباخرة لحوادث غير منتظرة.
ولاحظت مراسلة “وات” ان خدمات الاستقبال والارشاد والاحاطة على متن “تانيت”، “متوفرة”، وهو ما يعكس حرص الشركة التونسية للملاحة على تعزيز بواخرها بالاطارات الكفأة والوسائل الضرورية لتأمين أرقى الخدمات ضمانا لتامين راحة المسافر منذ لحظة استقباله على متن الباخرة “، على حد قول المحافظ عاطف بوقرة.
وأكدّ بوقرة الحرص على الاصغاء لمشاغل المسافرين على متن الباخرة خاصة في فترة الذروة التي تسجل توافد اكثر من 3200 مسافر في الرحلة الواحدة وتتواتر فيها بعض الاشكاليات حتى في ما بين الركاب انفسهم بالنظر الى طول الرحلة (14ساعة). ويتدخل المحافظ في مثل هذه الحالات لفض الاشكاليات بطريقة ودية حتى لا تنعكس سلبا على سير الرحلة وراحة بقية المسافرين.
ويشرف محافظ الباخرة، من جهة اخرى، على الفريق المكلف باستقبال المسافرين او السياح لبضع ساعات على متن الباخرة او لعدد من الايام عندما تكون الرحلة البحرية سياحية. وتتمثل مهمته في التحقق من تذاكر السفر وتوجيه الركاب الى غرفهم واسداء المعلومات الخاصة بالخدمات المتوفرة والانشطة المبرمجة لفائدتهم الى جانب التذكير بتعليمات السلامة الواجب احترامها.
وفي حالة الطوارئ فان المحافظ هو المسؤول على سلامة المسافرين، لذلك فان مهمته تجعله دائما في اتصال مباشر مع المسافرين وهو ما يتطلب مهارات عالية في الاتصال واتقان لغات اجنبية وتحمل الضغط النفسي والعصبي، وهو ما عبر عنه عاطف بوقرة ب”فن الادارة بالتفاصيل دون التخلي عن الابتسامة”.
في المقابل انحصرت تشكيات عدد من المسافرين في طول الاجراءات الديوانية وتشعبها وفق ما اكده المسافرين هشام ماكني، المقيم بالمانيا، وفيصل العجيمي، المقيم بزوريخ، داعين القائمين على قطاع الديوانة الى إبداء مزيد احترام المسافرين عند القيام باجراءات التفتيش مع مراعاة الحالات التي تقتضي منحها الاولوية في اتمام الاجراءات (المرضى المسنون ذوو الاحتياجات الخصوصية، الاطفال….)
وتحدث العجيمي، ايضا، عن وجود بعض الممارسات غير القانونية المتمثلة خاصة في تعمد بعض الاعوان تعطيلهم في مرحلة التفتيش عند رفضهم تقديم رشاوي لا سيما مع عدم توفر كاميرا للمراقبة. كما تذمر من ممارسات بعض حملة الامتعة الذين يمررون كل الامتعة دون مراقبة عند حصولهم على رشاوي”.
ورغم هذه الاشكاليات، فان البعض يخير السفر على متن الباخرة “تانيت” للاستمتاع بالاجواء الاحتفالية التونسية البحتة على غرار عيسى الهمامي المقيم بفرنسا “نحن نختار الباخرة “تانيت” رغم ان الاسعار اغلى من بعض البواخر الاخرى الا اننا نحبذ الاجواء التونسية”.
وتعد “تانيت” اكبر باخرة من صنف نقل المسافرين والسيارات في حوض البحر الأبيض المتوسط، إذ تقدر طاقة استيعابها ب3200 مسافر و1060 سيارة. وتم صنع هذه السفينة التي تسلمتها تونس في سنة 2012 في الورشة الكورية العالمية لصناعة السفن وذلك لمدة سنتين تقريبا. علما وان الأشغال انطلقت في أوت 2010 وقد بلغت كلفتها 357 مليون دينار.
ويبلغ طول الباخرة “تانيت” 212 مترا في حين يبلغ عرضها 30 مترا وتقدر سرعتها ب27 فاصل 5 عقدة بحرية مما يمكنها من إتمام السفرة البحرية في اقل من 18ساعة من ميناء حلق الوادي إلى ميناءي جنوة ومرسيليا.
وتضم الباخرة كل المرافق ومنها خاصة، 3 مطاعم و5 فضاءات ترفيهية وقاعة العاب الكترونية وفضاء للأطفال ومسبح ومسجدين ومركب تجاري وقاعة مؤتمرات ومصحة.
المصدر وات