عاشت مدينة المكنين، اليوم الاربعاء 21-12-2022، على وقع عرس سينمائي مع افتتاح الدورة الثالثة لأيام “سينمكنه للأفلام الشعرية” التي تنظمها جمعية “سينما المكنين” إلى غاية 24 ديسمبر الجاري، بدعم من وزارة الثقافة ودار الثقافة بالمكنين وبلدية المكنين والمركز الوطني للسينما والصورة.
وانطلق مساء اليوم بقاعة السينما بالمكنين عرض فلم قصير بعنوان “ماء، ريح، غبار، خبز” للمخرج الايراني زامانيور كياسري، من بين 16 فلما مبرمجا على إمتداد 4 أيام، حيث طرح المخرج مسألة تجاوز الإعاقة عبر تصوير الحياة اليومية لطفل ليست لديه أكف ولكنه يدرس ويعمل ويلعب.
وواكب الجمهور إثر ذلك فلم “قدحة” للمخرج التونسي أنيس الأسود الذي كانت كتابة السيناريو فيه مشتركة بين شامة بن رمضان المتعودة على الكتابة المسرحية وأنيس الأسود المختص في الكتابة السينمائية وبالتالي لم تكن عملية الملاءمة سهلة غير أنّها ولدت نصا متينا رائقا طرح فكرة بيع الأعضاء (الكلى) كتعلة لإثارة ظاهرة “الحرقة” أو الهجرة غير النظامية التي تعيشها تونس إلى جانب التفاوت الطبقي في التعليم في ظل تراجع دور المدرسة العمومية وبروز المدرسة الخاصة وذلك في غياب الدولة، حسب ما صرحت به ل(وات) الممثلة والمنتجة وكاتبة السيناريو شامة بن رمضان.
وحاولت شامة بن رمضان مع أنيس الأسود بلورة فكرة الهجرة غير النظامية من خلال شخصية الطفل “قدحة” وطرح العديد من الأسئلة باعتبار أن الأطفال هم المرآة فهذا الطفل طلب فقط أن الذهاب الى المدرسة والصداقة والمحبة وأن يكون والده قربه.
ويثير الفلم مسألة اتخاذ الأم لقرار خطير مكان طفلها، وذلك بيع كليته مع إخفاء الأمر عنه أو الكذب على الابن الذي تلقى الكلية، وبالتالي لابّد من إعطاء الكلمة للأطفال والاستماع إليهم وفتح حوار حقيقي بين الآباء والأبناء، حسب ما ذكرت شامة بن رمضان خلال نقاش إثر عرض الشريط، قائلة هناك “مسائل تؤلمنا ونحاول طرحها في السينما لمحاولة لفت انتباه الذين في السلطة أو الجمهور العريض”.
ويعدّ فلم “قدحة” وهو من إنتاج تونسي مائة في المائة وبدعم من وزارة الثقافة نقلة نوعية في مسيرة المخرج أنيس الأسود الذي مرّ من الإخراج نحو الإنتاج بالنسبة إلى الفلم الطويل.
وحصد الفلم جائزة لجنة التحكيم لمهرجان القاهرة 2021، وجائزة أحسن فلم في مهرجان زيلين الدولي في دورته 62 بتشيكوسلوفاكيا، و4 جوائز منها جائزة أحسن سيناريو في مهرجان بيرقوس باليونان، وجائزة منظمة “سيفاج” التي تعنى بحقوق الطفل وجائزة البرلمان اليوناني.
وتبقى أهم مسألة خلال “أيام سينمكنه” إلى جانب تكوين الأطفال والشباب، وفق الممثلة فاطمة سعيدان، أنّ تظل قاعة السينما بالمكنين شامخة وأن لا يقع هدمها لإقامة مركب تجاري فيه قاعة سينما أخرى لما لهذه القاعة من خصوصية تميزها وتتفرد بها.
وكانت ورشات تكوينية في السيناريو والفلم الوثائقي والوقوف أمام الكاميرا وهندسة الصوت انطلقت صباح اليوم بدار الثقافة بالمكنين علاوة على تدشين معرض “فواطم” للفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة، ومعرض “تشكيليات مكنية ” للعصاميات لمياء مراصي وليليا الجلاصي وسيرين قماز.
وحضر افتتاح الدورة الثالثة لأيام “سينمكنه للأفلام الشعرية” ثلة من المثقفين والفنانين التشكيلين والمخرجين السينمائيين ومجموعة أطفال من جمعية “أصداء” لفاقدي السمع بالمكنين.
اذاعة المنستير