يومٌ فارق في تاريخ تونس ولحظة بهجة لشعب ضحى بالكثير للوصول في العشرين من مارس سنة 1956 الى لحظة اعلان استقلال البلاد وهي لحظة تَوّجت نضالا مريرا ضد الاستعمار الفرنسي واغتصاب السيادة الوطنية.
فبمقتضى معاهدة باردو التي تم إمضاؤها في الثاني عشر من ماي 1881 تم خرق البلاد التونسية واحتلالُها بالكامل و إخضاعُ الباي للحماية الفرنسية حيث أمضى محمد الصادق باي المعاهدة المفروضة عليه والتي تعلن ما سُمّي”بحماية”فرنسا على البلاد التونسية وبدأت مقاومة المستعمر بشكل منظم سياسيا منذ 1907سنة سبع وتسع مئة وألف وتجلّت أساسا بتأسيس الحزب الحر الدستوري.
ونجحت المقاومة التونسية في الضغط على الجانب الفرنسي وحمله على الاعتراف باستقلال تونس داخليا حيث أعلن الجنرال الفرنسي مونداس فرانس في صيف خمس وخمسين وتسع مئة وألف في خطاب رسمي أمام الباي بقرطاج استقلال تونس الداخلي.
وفي فيفري 1956 سافر الزعيم الحبيب بورقيبة الى فرنسا للتفاوض مع الحكومة الفرنسية حول استقلال تونس التام وبعد مفاوضات طويلة وقّعت تونس بروتوكول الاستقلال بتاريخ العشرين من مارس 1956 الذي اعترفت فيه فرنسا علانية باستقلال تونس.
وقد أمضى بروتوكولَ الاستقلال كلٌ من الطاهر بن عمار عن تونس وكريستيان بينو عن الجانب الفرنسي، ووضعَ هذا البروتوكول نهاية للاستعمار وأقرّ بأن تونس دولة ذاتُ سيادة.
انه عيد الاستقلال الذي ناضلت من أجله القوى الوطنية وقاد الفلاقة ثورته المسلحة وتزعم كفاحه الطويل والمضني زعماءٌ وطنيون من أمثال الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف والحبيب ثامر والمنجي سليم واحمد التليلي وغيرهم واستشهد الآلاف منهم وعلى رأسهم الزعيمان فرحات حشاد والهادي شاكر.
إنه الاستقلال السياسي الذي تم بمقتضاه تحرير البلاد من المستعمر الفرنسي وبناءُ دولة وطنية وأدى إلى بعث الجيش الوطني وتنظيم الانتخابات التشريعية وإعلان الجمهورية وإصدار الدستور واستكمال تحرير البلاد بعد عدة معارك منها معركة رمادة ومعركة بنزرت حتى جلاء آخر جندي سنة 1963.
إنه الاستقلال الاقتصادي الذي استرجع الأراضيَ الفلاحية واستعاد السيطرة على الثروات الوطنية ووفّر المرافق العمومية كالتعليم والصحة والنقل وغيرها لمختلف الفئات والجهات.
الذكرى 66
وهذه السنة يحيي التونسيون الذكرى السادسة والستين لعيد الاستقلال على وقع وضع سياسي استثنائي، بعد قرار رئيس الجمهورية قيس سعيد اثر تناحر سياسي وأزمة اجتماعية واقتصادية، تعليق البرلمان وإقالة حكومة هشام المشيشي، وتوليَه السلطة التنفيذية في فترة انتقالية، تنتهي باستفتاء على الإصلاحات الدستورية في جويلية وانتخابات برلمانية مبكرة في السابع عشر من ديسمبر القادم.
Jawhara FM