منذ السابعة من صباح اليوم الأربعاء، موعد انطلاق الدورة الرئيسية لامتحان البكالوريا 2021 امتدت، صفوف المترشحين، طويلا، لولوج مركزي الامتحان بكل من معهد ابن أبي الضياف بمنوبة ومعهد محمود المسعدي بباردو، وسط إجراءات استثنائية فرضها للعام الثاني على التوالي وباء كوفيد-19،على ظروف انجاز هذا الامتحان الذي يجتازه بداية من اليوم 146 ألفا و 129 مترشحا في مختلف الشعب أي بزيادة بنحو 12 بالمائة مقارنة بعدد المترشحين السنة الماضية.
بين تلك الصفوف التي كانت تحرسها أعين القيمين وأعوان الأمن الوطني الذين أحاطوا بمختلف مراكز الامتحانات لتأمينها وتيسير حركة المرور أمامها، تسارعت الحركات وتسابقت الخطى، بين مترشحين يفتحون نقاشات حول المواضيع المحتمل ورودها في الامتحان، وآخرون يعبرون عما يفضلونه من مواضيع ، وجزء آخر لزم الصمت فيما ظل البعض القليل منهم ينقب تلاخيصه علّه يظفر ببعض الكلمات التي تعلق بالذهن في آخر اللحظات يستغلها في اختبار الفلسفة، الذي يستهل به المترشحون من جميع الشعب اختبارت الدورة الرئيسية.
توتر، تخوف وقلق منع عديد المترشحين والكثير من الأولياء من الحديث لموفدة (وات)، ليبلغ هذا التوتر أوجه مع ولوج ساحة مركز الامتحان وبلوغ قاعات الامتحانات التي لن يمتحن فيها خلال هذه الدورة سوى ما بين 12 و15 مترشحا احتراما للبروتوكول الصحي الخاص بالامتحانات، حالة ترجمتها نقاشات ونصائح تبادلها الأولياء على أبواب مركزي الامتحانات ابن أبي الضياف ومحمود المسعدي.
ومع تجاوز أبواب معهد محمود المسعدي، كان في استقبال المترشحين، قيمون حرصوا على تعقيم التلاميذ ومدهم بالكمامات قبل الدخول دون اغفال ادخال المزحة لاضفاء شيئا من الأريحية على أجواء الامتحان.
حالة التوتر، بدت واضحة على الجميع وكانت القاسم المشترك الأكبر بين التلاميذ والأولياء الذين ظل بعضهم يرمق فلذة كبده حتى توارى طيفه خلف أسوار المعهد، واستظل البعض الآخر بظلال المنازل المجاورة أو الأشجار المحيطة بالمكان، ليقضي الساعات في انتظار انتهاء الحصة الأولى، دون التخلص من وحش التوتر الذي رافقهم طوال السنة الدراسية، وفق ما أكدته السيدة فاطمة بالشيخ التي رافقت ثاني بناتها رنيم بالشيخ المترشحة لاجتياز بكالوريا علوم تجريبية، والتي تميزت طول مسارها التعليمي حسب تقديرها.
أكدت السيدة فاطمة أن السنة الدراسية الحالية تميزت بظرف استثنائي وشابتها عديد التقطعات جراء انتشار فيروس كورونا، وهو ما فاقم من حالة التخوف الذي لم تخفه وأربع سيدات من بين الأولياء المرابضين أمام معهد ابن أبي الضياف من مغبة امكانية اصابة أبنائهم بعدوى الوباء اللعين حسب تقديراتهم.
وتقول السيدة منية همامي، إحدى الأولياء الذين اصطحبوا أبناءهم اليوم، والدموع تنهمر من عينها لشدة توترها وخوفها على ابنتها البكر هيفاء المترشحة لبكالوريا اقتصاد وتصرف أن هذا التخوف مأتاه الظرف الاستثنائي للامتحان وللسنة الدراسية بشكل عام، معبرة عن أملها في أن يتحلى الاطار التربوي المراقب لسير الامتحان بسماحة الأخلاق حتى يسهم في خلق جو من الأريحية والسكينة يساعد المترشحين على اجتياز الامتحان في جو مريح.
وتحسبا للوضع الوبائي وتطبيقا للبروتوكول الصحي الخاص بالامتحانات، وعلى الرغم من امتناع رئيسي مركز الامتحان أو من يمثلهما عن التصريح ل(وات)، فقد عاينت موفدة (وات) توفر مستلزمات الوقاية الصحية لفائدة الإطار التربوي والتلاميذ من محلول معقم ومواد تنظيف وكمامات، فضلا عن تطبيق التباعد الجسدي بين التلاميذ من خلال تخصيص قاعة امتحان لكل ما بين 12 و15 مترشح وتخصيص قاعة للعزل الصحي لعزل كل الحالات المشتبه في اصابتها بالفيروس.
ويتوزع المترشحون للدورة الرئيسية لامتحان البكالوريا لهذا العام والتي تسجل ثاني رقم قياسي من حيث عدد المترشحين لامتحان البكالوريا بعد سنة 2008 التي شهدت مشاركة اكثر من 165 مترشح بين 114 ألفا و438 تلميذا مرسما بالمؤسسات التربوية العمومية و 20 ألفا و335 تلميذا مرسما بالمؤسسات التربوية الخاصة بالإضافة إلى 11 ألفا و270 مترشحا بصفة فردية، حسب ما أفاد به مدير عام الامتحانات بوزارة التربية عمر الولباني في تصريح سابق لـ (وات).
ويجتاز هذه الدورة 27 مترشحا حاملا لإعاقة خفيفة و61 كفيفا ستقدم لهم الاختبارات مطبوعة على طريقة « براي »، ومترشحة من أطفال القمر خصصت الوزارة لها مركز امتحان على ذمتها بالمنستير.
وتحسبا لمحاولات الغش، ستعتمد الوزارة خلال هذه الدورة ولأول مرة على سلم جديد للعقوبات ضد مرتكبي الغش أو الذين يحاولون ارتكابه، وستلاحق قضائيا كل مترشح بصفة فردية لامتحان الباكالوريا يتورط في محاولة الغش أو الغش.
يذكر أن دورة الباكالوريبا تتواصل أيام 16 و17 و18 و21 و22 و23 جوان الجاري ويتم الاعلان عن نتائجها يوم 4 جويلية 2021 على أن تنطلق دورة المراقبة بداية من يوم 6 جويلية 2021 وتتواصل الى غاية التاسع من نفس الشهرويكون التصريح بنتائجها 17 جويلية القادم.
RMFM FM