إنّ اللّحوم هي واحدة من أكثر الأطعمة إثارةً للجدل في تاريخ الأغذية، فهناك العديد من النّاس يعتقدون أنّها من الممكن أن تسبب أذىً لصحّة الإنسان، وعلى أيّ حال فإن اللّحوم المستهلكة اليوم تختلف عن اللّحوم التي أكلها الإنسان في الماضي، حيث إنّ منتجات اللّحوم الحالية تتم معالجتها بدرجة عالية بعد ذبح الحيوانات، وتشمل أنواع اللّحوم المختلفة اللّحوم المصنّعة، اللّحوم الحمراء العادية، اللّحوم البيضاء، ولا شكّ أنّ اللحوم هي واحدة من أكثر الأطعمة المغذيّة، فهي مليئة بالفيتامينات كفيتامين B3 وفيتامين B6 وفيتامين B12، بالإضافة للمعادن كالحديد والزنك ،مضادّات الأكسدة، وغيرها، ومن هنا من المهم طرح سؤال وهو هل تناول اللّحوم كلّ يوم صحّي لبناء العضلات، وستتمّ الإجابة عنه في هذا المقال.
وفقًا لدراسة نُشرت عام 2012 في مجلة الجمعية الدولية للتغذية الرياضية، فإنّ تناول ما يكفي من البروتين يمكن أن يساعد في زيادة قوّة العضلات وكتلتها، حيث إنّ اللحوم هي طعام رائع للمساعدة في تقوية العضلات، ففي حال عدم وجود البروتين الكافي في المخازن، سيبدأ الجسم في تحطيم العضلات للحصول على البروتين اللّازم للعمليات الحيويّة وغيرها، مما سيؤدي إلى فقد قوّة العضلات تدريجيًا، ويتم تحديد مقدار البروتين الذي يحتاجه الجسم وفقًا للعمر والطول والوزن والجنس ومستوى النشاط، فلا يجب الإفراط بتناول اللحوم كيلا يتعرض الجسم للمخاطر التي سيتم ذكرها لاحقًا، ويعدّ كل من السّمك، الدّجاج، الدّيك الرومي، الجوز، فول الصّويا ومنتجات الألبان من أهمّ مصادر البروتين، ويجب الانتباه إلى أنّ هناك أنواع من اللحوم يجب تجنّبها عند الرغبة في بناء العضلات، كاللحوم الحمراء مثل لحم البقر ولحم الضأن، واللحوم المصنّعة والتي تكون مُملّحة أو مُدخنّة كالنّقانق، اللّحم المقدّد والهوت دوغ.
أضرار تناول اللحوم
لم تتمّ الإجابة بعد عن تساؤل هل تناول اللحوم كل يوم صحّي لبناء العضلات، فلكي يتمّ أخذ الأمر من كل زواياه لا بدّ من التطرّق قليلًا لأضرار تناول اللحوم، فعلى الرغم من فوائد اللحوم الجمّة؛ يعد العديد من خبراء التغذية أنّ اللحوم الحمراء قد تشكّل خطرًا على الصحة على المدى الطويل، حيث أصدرت الوكالة الدولية لبحوث السّرطان في عام 2015 بيانًا صحفيًا يصنّف اللحوم المصنّعة واللحوم الحمراء على أنها مسببة للسّرطان عند الإفراط منها، بالإضافة لدراسات عديدة تبيّن وجود علاقة بين تناول اللّحوم المفرط وأمراض القلب، الجلطات الدماغيّة، الداء السّكري والسّمنة بسبب احتوائها على كميّات متفاوتة من الكوليسترول والدّهون المشبعة. [٣] ولكن يشير بعض الباحثين إلى أنّه من الممكن أن يؤثر نمط الحياة والعوامل الغذائية الأخرى في هذه النتائج، كالتدخين، نظام غذائي غني بالكاربوهيدرات والدّهون، النشاط البدني غير الكافي وغيرها من العوامل الأخرى، فالنتيجة هي أنّ تناول اللحوم كل يوم لبناء العضلات هو أمر غير صحّي للجسم على المدى الطويل، لذا يجب أكل اللحوم باعتدال وتوازن دون إزالتها بشكل كلّي من النّظام الغذائي، مع القيام بالنشاط البدني الكافي،[٣] وبشكلٍ عام تُقدّر حاجة الذّكر البالغ من البروتين إجمالًا 0.8 غرام يوميًا لكل كغ من وزن الجسم.