أخبار

مفوض الشؤون الاقتصادية بالاتحاد الإفريقي: السوق الإفريقية ستضمن لتونس عائدات هامة

« ستكون تونس عقل الإحصائيات في القارة الإفريقية »، هذا ما جاء على لسان مفوض الشؤون الاقتصادية بالاتحاد الإفريقي، فيكتور هارسون.
وقال هارسون في حوار حصري مع (وات)، على هامش تدشين المعهد الإفريقي للإحصاء بتونس، إنّ تونس قادرة على أن تلعب دورا مهما في عملية الاندماج الاقتصادي بأفريقيا والاستفادة من الفرص التي تتيحها السوق الإفريقية الواعدة.
في ما يلي نص الحوار:
تم تدشين المعهد الإفريقي للإحصاء بتونس، هل ستكون مساهمته فعالة في دفع العلاقات والمبادلات التجارية بأفريقيا؟
هذا صحيح، اعتقد بأن تونس ستكون « عقل الإحصائيات في إفريقيا »، بعد تدشين هذه المؤسسة الإفريقية الهامة التابعة للاتحاد الإفريقي بتونس (الجمعة 2 نوفمبر 2018).
لقد كانت هناك حاجة ماسّة لإرساء هذا المعهد من أجل تقديم إحصائيات دقيقة وموثوق بها تكون وسيلة ناجعة في صنع القرار ورسم السياسات الاقتصادية من أجل خلق النمو ودفع التنمية.
ما لاحظناه في الدول الإفريقية، هو النقص الكبير في الإحصائيات وكثير منها فاقد للمصداقية، وبالتالي نأمل أن يساعدنا المعهد على تطوير المنظومة الإحصائية وتوحيدها بين البلدان الإفريقية حتى تساهم بدورها في عملية الاندماج الاقتصادي وإقامة منطقة للتبادل الحر بأفريقيا، التي تعتبر سوقا واعدة في المستقبل لاسيما وأنها تضم كثافة سكانية عالية.
كيف تقيمون حجم المبادلات التجارية على المستوى الإفريقي حاليا؟
إلى حد الآن تبقى المبادلات التجارية الافريقية ضعيفة جدا، ومن المؤسف أن تغرق السوق الإفريقية بسلع قادمة من الخارج. صادرات الدول الإفريقية ما تزال تقتصر على تصدير مواد غير مصنعة. وأذكر بأن صادرات المنتوجات المحولة لا تمثل سوى 18 بالمائة، فقط، من حجم المبادلات الإفريقية البينية. وعلى المستوى العالمي تمثل موادنا المحولة أقل من 1 بالمائة من المبادلات التجارية العالمية.
لقد حان الوقت لتغيير هذا الواقع الاقتصادي. وسيتطلب منّا ذلك الكثير من الوقت، لكن أظن أنّنا وضعنا شيئا ملموسا، حاليا، في تونس ألا وهو المعهد الإفريقي للإحصاء الذي سيكون بمثابة المحفز من أجل المضي قدما على درب هذا المشوار، ومن ثمة توفير الإحصاءات الدقيقة.
هل تعتقدون أن تونس قادرة على أن تلعب دورا مهما في الاندماج الاقتصادي بأفريقيا والاستفادة منه في نفس الوقت؟
إنّ احتضان تونس لمقر المعهد الإفريقي للإحصاء يعكس إشعاعها على المستوى الإفريقي والدولي. وأعتقد أنّ تونس قادرة على أن تلعب هذا الدور فالسوق الإفريقية توفر لها عديد الفرص التي يمكن أن يستفيد منها رجال الأعمال التونسيين في شتى المجالات.
وأعطي على سبيل المثال، قطاع التمور في تونس، الذي يعتبر أحد الركائز الأساسية في صادرات منتجاتها الفلاحية، وأرى أنّ اكتساح السوق الإفريقية سيضمن لتونس عائدات هامة.
توجد عديد القطاعات الأخرى التي يمكن أن تكتسحها الصادرات التونسية على غرار منتجات البحر إضافة إلى الفرص المتوفرة في الطاقة والبنية التحتية، ففي أفريقيا نحتاج الى بناء الطرقات وسكك الحديد… كما أن هناك فرصا كبيرة في قطاع الخدمات وتكنولوجيات الاتصال وغيرها…