متفرقات

مشاركة تونس في قمة المناخ كانت ‘دون المأمول”

اعتبرت الشبكة البديلة للشباب “راج تونس”، منظمة غير حكومية، المشاركة التونسية في قمة المناخ “كوب 24″، التي التأمت في بولونيا، من 2 إلى 14 ديسمبر 2018، “دون المأمول في ظل عدم الوضوح وعدم جدية الدولة والحاكمين على مر السنين في التعامل مع ملف التغيرات المناخية رغم أنه أصبح الملف الساخن الاول على مستوى السياسات العالمية”.

وقالت الشبكة، التي شارك ممثلوها في هذه القمة السنوية وفي قمم سابقة، أن الوفد التونسي الذي شارك في مؤتمر “كاتوفيسي” كان “غير منتظم وغير منظم” ولم يتم توزيع الادوار فيه بشكل يعكس المنشود و”لا يزال يعاني نقص الخبرة وعدم الالتزام بالمهام بالاضافة إلى معضلة اللغة (اللغة الرئيسية المعتمدة في المؤتمر هي الانجليزية).
ولاحظت الشبكة، التي تم بعثها في 2013، خلال المنتدى الاجتماعي العالمي، الغياب التام لنقطة الاتصال الرسمي لصندوق التأقلم وذلك بسبب عدم توفر التمويل اللازم للمشاركة مما يفسر، حسب رأيها، “عدم جدية الدولة في تناول مثل هذه المواضيع”.
وعبرت الجمعية في تقييمها للمشاركة التونسية في قمة الاطراف في الاتفاقية الاطارية حول التغيرات المناخية “كوب 24″، عن استغرابها من “حمل ممثلي منظمات أجنبية وممثلي جامعة أجنبية والمستشار الاجنبي للفريق المفاوض لشارات تمثل الدولة التونسية”.
وزارة السياحة غابت عن قمة كانت تمثل فرصة كبرى للترويج للوجهة التونسية
ولاحظت جمعية “راج تونس” أيضا غياب قطاعات متأثرة بطريقة مباشرة بالتغيرات المناخية وذات دور رئيسي في قمة المناخ على غرار وزارة السياحة رغم مشاركتها عديد المرات في لقاءات وورشات وطنية بشأن التغيرات المناخية. خاصة وان السياحة التونسية تعتمد بشكل كبير على الشواطئ، التي أضحت مهددة بارتفاع مستوى البحر وتقدمه نحو المنشات السياحية الساحلية.
واعتبرت الجمعية أن “غياب وزارة السياحة انعكس سلبا على تمثيل الدولة التونسية في المساحات المفتوحة للدول والمنظمات العالمية بالقمة، التي جمعت قرابة 30000 مشارك ممثل لاكثر من 200 دولة وهي “فرصة للعمل على الترويج للسياحة التونسية وخاصة السياحة الايكولوجية كبديل للسياحة الشاطئية”.
كان بإمكان المشاركة التونسية أن تكون أفضل 
افتقرت المشاركة التونسية في قمة المناخ أيضا إلى “التنسيق الجيد والتحضير الجيد”، حسب الخبيرة في الجندر والباحثة الجامعية، أمال المبروك، التي رافقت الوفد التونسي
الذي شارك في هذه القمة العالمية والذي ضم 49 ممثلا عن مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وخبراء، حضروا في دوائر مفاوضات مع مجموعات إقليمية إفريقية وعربية.
وتعتقد الباحثة “أن على تونس الاستعداد بشكل جدي لخوض المفاوضات الجارية بشأن التغيّرات المناخيّة من خلال تكوين فنيين لديهم خلفية سياسية ودراية بالاحداث والتحركات الجيوإستراتيجية. “اذا كان النقص في الفنيين موجودا، فيجب تفاديه من خلال تنمية القدرات والتكوين حتى يفهم المشاركون في المفاوضات أهمية التظاهرات والاجندات، التي يتم رسمها خلالها”.
وأضافت الباحثة في تصريح ل”وات” على هامش المؤتمر أن “محور المناخ يجب أن يكون حلقة موجودة في كل إدارة تونسية وموضوعا يدرس في المؤسسات التربوية حتى نكون على استعداد لمشاركة تجربتنا مع العالم وكذلك نكون جزء منه في ما يخص التمويلات المناخية”.
وتعتقد أمال المبروك أن تونس “لها أن تفخر اليوم بعديد المؤشرات في مجال التشريعات وحقوق الانسان وحرية التعبير ويجب ان يرى العالم إنجازاتها رغم وجود مؤشرات مفزعة في ما يخص الانقطاع عن التعليم وفي مجال الصحة”.
وفي حديثها عن علاقة المرأة بالتغيرات المناخية، قالت الباحثة “أن تونس تمر اليوم بأزمة وهذه الازمة تمس المرأة بشكل مباشر فهي فئة هشة ولابد أن يكون لها صوت مسموع في العالم وفي مواقع القرار لانها في الواجهة مع التغيرات المناخية في مجال الفلاحة مثلا”.
وختمت الباحثة “المجتمع المدني نشط في تونس ومسؤوليته جسيمة في الوقت، الذي لا تأخذ فيه الحكومات المسألة المناخية على محمل الجد. من الضروري أن نعرف اليوم ان التنمية، التي نطمح الى ارسائها في كل مجال لا تحدث بمعزل عن مسألة التغيرات المناخية في عيون المانحين”.
وكانت منظّمة “راج تونس” قد نظمت بالإشتراك مع صندوق العالمي للطبيعة فرع تونس WWF Tunisie لقاء بعنوان “قراءة في المشاركة الرسمية التونسية في قمة المناخ 24″، يوم 27 ديسمبر 2018.

المصدر نسمة